أكد الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن الهيئتين تعتزمان تبني مجموعة من الفعاليات الثقافية تتناول أحداث ماسبيرو، والتأكيد على وحدة الوطن والشعب المصري. وقال عبد الرحمن: إن هذه الفعاليات التي تعتزم هيئة قصور الثقافة القيام بها هي ضمن نشاطها الثقافي التي تقوم به بشكل دوري وليس رد فعل مباشر على أحداث ماسبيرو، لكن هذه الأحداث المؤسفة أسرعت في تقديمنا لهذه البرامج.
وكشف عبد الرحمن عن عقد الهيئة لمؤتمر علمي الأسبوع المقبل، يتناول قضايا المواطنة والانتماء والتأكيد على النسيج الواحد للشعب المصري، مشيرا إلى أن المؤتمر سيعقد على مدى يومين، أما اليوم الثالث فيستضيف فعاليات فنية من بينها إنشاد ديني إسلامي وتراتيل كنسية، ومجموعة من الشعراء والمثقفين.
وأضاف: نعكف حاليا على تنسيق أعمال المؤتمر، الذي يتناول أزمة غياب فكرة المواطنة عن أدبيات المشهد الاجتماعي المصري، باعتبارها أساس الأزمات الطائفية في مصر، وهناك أفكار لدعوة لجنة العدالة بمجلس الوزراء وبعض الشخصيات مثل المستشارة نهى الزيني وبعض المفكرين في علم الفن والاجتماع للتعريف بأبعاد قضية المواطنة، كما سنعيد إصدار بعض العناوين المهمة ضمن نشاط النشر بالهيئة والتي أكدت على وحدة النسيج المصري .
وقال إن الهيئة ستعقد مهرجانا تحت عنوان "وطن واحد .. شعب واحد" تستثمر فيه نجاحها الذي حققته من خلال العمل في الميادين في احتفالات أكتوبر في ميدان عابدين، مضيفا أن المهرجان سيكون شهريا تحت عنوان "وطن واحد.. شعب واحد" في العديد من الميادين المصرية بمختلف المحافظات والعواصم الكبرى يتضمن ندوات وورشا فنية للأطفال وأمسيات شعرية وعروضا لأفلام تسجيلية، وموسيقى وأغاني وطنية وتتميز أنشطة المهرجان بطابع إذكاء روح الانتماء وتعميق قيمة المواطنة، بالإضافة لإقامة مهرجان آخر لنوادي مسرح الطفل.
وكان مجلس قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة قد اجتمع أمس الثلاثاء، وأصدر بيانا جاء فيه نعي شهداء الوطن الذين استشهدوا في أحداث ماسبيرو مساء الأحد الماضي ، وهم يعبرون عن آرائهم الوطنية في مسيرة سلمية، وأكد المجلس أن كل المصريين شعب واحد صنع وطنا واحدا وتاريخا عريقا منذ فجر الإنسانية، الأمر الذي لم تفرقه الدسائس، والعمل على إشعال الفتن والمؤامرات الدنيئة، واللعب بمقدرات الوطن الخالد، الذي يحتفظ لأبنائه جميعا- دون تمييز- بمكانة واحدة عبر الأزمان.
كما أكد رفضه المحاولات الخفية لإحداث ما وصفها ب"الفوضى والقفز على مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة، وإجهاض حركتها الوطنية، تحت مزاعم لا تقوم على أي رصيد في الواقع الاجتماعي المصري"، وأعلن المجلس رفضه التام أي محاولة للتدخل الخارجي في الشأن المصري، وكذا كل أشكال التمييز العرقي والديني والثقافي، وطالب بالإسراع في إصدار القانون الموحَّد لبناء دور العبادة؛ لما في ذلك من حفاظ على وحدة أبناء الوطن ومستقبلهم.
وأهاب المجلس بكل طوائف الشعب المصري والمثقفين بخاصة، ألا ينساقوا وراء الشائعات المغرضة وما تبثه بعض وسائط الميديا، وأن يجتمع الشعب المصري على قلب رجل واحد؛ مستحضرين روح الميدان في أثناء الثورة؛ لتحقيق المستقبل المأمول الذي يطمح إليه المصريون في اللحظة الراهنة.
وقرر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة دعوة العاملين في جميع مواقع الهيئة على مستوى مصر للوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الوطن في أحداث ماسبيرو، في الثانية عشرة ظهر اليوم الأربعاء ، استكمالاً لما أعلنه عماد أبوغازي وزير الثقافة بوقف الأنشطة لمدة ثلاثة أيام.