تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم بقتل شهيد الشرطة النقيب حازم عزب، الضابط بمديرية أمن القاهرة، ويدعى عبدالحميد عطية، 35 عاما، حاصل على معهد فنى صناعى، ومواليد قرية الزرابى مركز أبوتيج أسيوط، وتمت إحالته إلى النيابة بتهمة القتل العمد للضابط والشروع فى قتل فرد الشرطة وإطلاق النار على المواطنين وإثارة الذعر بينهم وحمل أسلحة نارية دون ترخيص، فيما وجهت إلى خال المتهم تهمة التستر على القاتل ومشاركته فى إخفاء أسلحة نارية. وكان وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى، قد تقدم جنازة الشهيد من مسجد الشرطة، بحضور اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة، وعدد كبير من قيادات الداخلية، وقد لقى الشهيد مصرعه قبل يومين أثناء قيامه بواجبه فى تأمين الطريق الدائرى أمام مدينة السلام على رأس قوة أمنية، حيث اشتبه فى إحدى السيارات فاصطحب أحد أفراد الشرطة لتفتيش السيارة وعثر بداخلها على أسلحة نارية، وعند إلقاء القبض على المتهم أطلق الأخير عليه النار فأرداه قتيلا ثم فر هاربا.
من جانبه، أكد اللواء محسن مراد أنه كان على يقين بأن عملية القبض على المتهم قد تطول لشهور بسبب عدم وجود أى دليل أو خيط يقوده إليه، وأن تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية ساهما فى سرعة القبض عليه.
واعترف المتهم أمام العميد حسن السوهاجى، مدير مباحث قطاع القاهرة، بقتل ضابط الشرطة، وأنه اشترى الأسلحة النارية بسبب نزاع بينه وبين جيرانه على قطعة أرض بمركز الصف، وأنه سافر إلى أسيوط وأحضر الأسلحة لاستخدامها فى إرهاب جيرانه واسترداد الأرض، وأنه لم يكن يقصد قتل الضابط ولكنه اضطر لذلك بعد أن ارتاب الضابط فيه وطلب تفتيش سيارته على الطريق الدائرى، وعند محاولة القبض عليه اضطر لإطلاق الرصاص عليه خوفا من السجن، ثم فر هاربا. واستطاعت قوات الأمن التوصل إلى الخيط الأول بتحديد رقم السيارة، بعد أن حاول اثنين من المواطنين مطاردة المتهم عقب ارتكابه الجريمة، ولكنه تمكن من الهرب بعد أن أطلق فى اتجاههما عدة أعيرة نارية، ولكنهما تمكنا من تحديد رقم السيارت، دون تحديد الحروف الخاصة على لوحة الأرقام، فاعتمدت الأجهزة الأمنية على حصر ماركة السيارة ولونها وهى «كيا سيراتو سوداء»، وأفادت التحريات أن نحو 34 سيارة تحمل نفس الرقم، وتبين أن المتهم قد اشتراها من شخص ما.
وتم وضع خطة لتتبع كل احتمالات هروب المتهم من مكان الحادث وتم استبعاد هروبه إلى مسقط رأسه بأسيوط، وتوصلت الأجهزة الأمنية إلى معلومات تفيد تردد المتهم على مساكن الشباب بمدينة 6 أكتوبر، فتم تشكيل فريق بحث قام بتمشيط المنطقة وتم ضبط السيارة أثناء وقوفها أسفل العقار رقم 4 د بالحى الرابع فى مساكن الشباب. وتوصلت الأجهزة إلى شقة كان يستأجرها المتهم ويقيم فيها وبمداهمتها تم إلقاء القبض عليه، ووجدت بحوزته الطبنجة المستخدمة فى الجريمة واعترف بقتل الضابط وإصابة شرطى كان برفقته أثناء عملية التفتيش.
وأرشد المتهم عن البندقيتين الآليتين حيث توجه بهما عقب ارتكاب الجريمة إلى منطقة بولاق الدكرور بالجيزة، وسلمهما لخاله ويدعى كمال زين الدين، عاطل، وتم مداهمة مسكنه وضبط البندقيتين و70 طلقة خاصة بهما وألقى القبض على خال المتهم.
وبمزيج بين الأسى والفرح استقبلت أسرة الضابط الشهيد خبر القبض على قاتله، وأقاموا سرادق عزائه، أمس، بمسجد الشرطة بالدراسة بحضور اللواء محسن مراد، وعدد كبير من القيادات وزملاء الشهيد.
والمتهم يعترف: قتلت الضابط للإفلات من المؤبد لوجود أسلحة فى سيارتى