استطاع المخرج الامريكى العبقرى مارتن سكورسيز ان يخطف جائزة أفضل إخراج درامى وهى إحدى جوائز إيمى التى تعد من أكبر المهرجانات للجوائز التليفزيونية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك عن مسلسل «boardwalk empire»، وهو ما يؤكد أن امكانياته كمخرج سينمائى تستطيع أن تبدع فى جميع صور الفن بل وتتفوق على ممارسيه وفى هذا الحوار الذى أجراه معه موقع سكرين كريف يكشف سكورسيز أسرار بلاتوهات افلامه السينمائية القادمة وخططه التليفزيونية بعد هذا النجاح الكبير.. فى البداية يعلق سكورسيز عن فوزه بجائزة ايمى كأفضل مخرج درامى «كنت أحلم دائما بالعمل فى مشروع تتطور فيه الشخصيات بمرور الزمن فهو أمر يجعلك تعطى هذه الشخصيات تاريخا ويثرى القصة، وهذا الزمن أيضا يعطى المخرج حرية اكبر فى التحرك بهذه الشخصيات، لذا أنا سعيد بهذا العمل ولم أكن أتوقع أو أحلم بهذه الجائزة التليفزيونية فى مشوارى الفنى، حتى اننى كنت فى غاية العصبية من سعادتى بالنجاح فى تقديم عمل جيد على الشاشة الصغيرة مثل الأعمال السينمائية التى قدمتها».
وأشار سكورسيز إلى أن الأعمال التليفزيونية الآن تشجع المخرجين الكبار على العمل «إن الشبكات التليفزيونية الآن تقدم نوعيات متميزة من الاعمال الدرامية وهو ما حلمنا به منذ سنوات وبحثنا عنه لنصل إلى الطبقة العريضة من المشاهدين، وأصبحت الفرصة متاحة الآن لتقديم عمل متميز يليق بامكانيات المخرجين الكبار لذا أصبح لا مجال للتردد فى خوض التجربة».
وحول فيلم «صمت» الذى مازال الاستعداد والتجهيز له مستمرا يقول «هو فيلم درامى تقع أحداثه فى القرن السابع عشر حول اثنين من الكهنة يواجهان العنف والاضطهاد عندما يسافران إلى اليابان لنشر البشارة المسيحية حيث يشهدان هناك اضطهاد المسيحيين على يد حكومتهم التى ترغب فى تطهير كل اليابان من النفوذ الغربى».
ويشير سكورسيز إلى أن الفيلم يوجه رسائل كثيرة للمشاهدين «فالفيلم يطرح تساؤلا على لسان أحد الكهنة وهو لماذا يبقى الرب صامتا بينما يعانى ابناؤه من الظلم؟!، ويصور الفيلم إلى أى مدى يمكن أن يحارب الشخص الذى يؤمن بفكرة فى سبيل تحقيق هدفه، وأتمنى أن يلقى هذا العمل النجاح الذى أتوقعه ومن المقرر عرضه فى 2013 ويقوم ببطولته دانيل داى لويس وبينيكو ديل تورو».
أما عن مشروعه الجديد «hugo» الذى انتهى من تصويره فقصته ترتكز على رواية «اختراع هوجو كابرت» للكاتب براين سيلزنك ويصور بطريقة البعد الثالث وهو بطولة جود لو، بن كينجسلى، ساشا بارون كوهين، كريستوفر لى، وكشف سكورسيز عن احداث فيلمه قائلا «القصة تدور أحداثها فى فترة الثلاثينيات فى باريس حول يتيم يعيش فى محطات القطار ويتورط فى أحداث غامضة ومغامرة غريبة عندما يحاول إصلاح رجل آلى، وهو فيلم يقدم للأطفال أو عائلى كما يطلقون عليه ولكنى أضمن أن يثير إعجاب كل الفئات العمرية ولا يقتصر على الصغار فقط».
ويتحدث عن تجربته الأولى فى أفلام البعد الثالث «أتعلم كل يوم شيئا جديدا وأنا أصور هذا الفيلم، فهو يعد تجربة جديدة بالنسبة لى، وكأنى أتعلم من جديد كيف أقدم القصة فى صور وهو أمر ممتع للغاية»، وأكد سكورسيز أن الفيلم سيكون جاهز للعرض فى آخر شهر نوفمبر القادم.
وحصريا تعرض شبكة «اتش.بى.أو» الفيلم الوثائقى جورج هاريسون: العيش فى العالم المادى «يوم خمسة وستة أكتوبر» وهو ما يؤكد سكورسيز أنه سيكون فيلما نادرا ويقول عنه «الفيلم يلقى الضوء على رحلة الموسيقى جورج هاريسون وحياته الفنية والروحية واغلبها تروى على لسانه شخصيا وهو ما سيلمس ويحرك مشاعر كل مشاهدى العمل بطرق مختلفة، فالقصة تبدأ من كيف بدأ هذا الرجل مشواره كموسيقى ومغن وشاعر ومنتج وكصانع أفلام من خلال حوارات ولقاءات مع هاريسون واصدقائه المقربين وزملائه فى العمل، كما سيتضمن العمل بعض العروض الموسيقية وصور وفيديوهات خاصة بحياته وأغلب مواد هذا الفيلم لم يرها او يسمع بها احد من قبل».
وأشار سكورسيز إلى أنه لم يعرف جورج شخصيا «لم اكن اعرف جورج الا من خلال موسيقاه التى تعتبر رمزا من رموز العصر وهى موسيقى البيتلز حيث إنه كان أحد أعضائها ومن خلال صوره فى المجلات ولقاءاته التليفزيونية وألبوماته لذا عندما أتت لى الفرصة لتقديم عمل عنه تمسكت به وبدأت العمل وبدون تردد وبالفعل كانت تجربة لا تنسى أن أعيش حياة هذا الرجل».
وأضاف «ستكون النتيجة فى النهاية عملا نادرا لواحد من أكثر فنانى جيله موهبة وأكثرهم تأثيرا على العمل السينمائى إلى أن توفى فى 2001 نتيجة إصابته بمرض سرطان الرئة».
وأكد سكورسيز أن العمل يتضمن حوارات مع شخصيات شهيرة مثل إيريك كلابتون، تيرى جيليام، جورج مارتن، بول ماكارتنى، فيل سبيكتور، رينجو ستار وغيرهم.