«حرّك الربيع العربى داخل الشباب العربى طاقات مكبوتة هائلة» تقول منار إدريس مدير البرامج فى جمعية الجالية الأفريقية المقدسية تعليقا على مبادرة «ثورة فى قصيدة» التى تبنتها جمعيتها بالاشتراك مع جمعية اسكندريلا للثقافات والفنون، فى مشروع ثقافى هو الأول الذى يجمع بين هاتين الجمعيتين المقدسية والسكندرية. فكرة المشروع كما روت لى منار إدريس، خلال زيارتها الأخيرة إلى مصر، هى جمع قصائد من الشباب العربى محورها الرئيسى هى الثورات العربية وهى فكرة تزامنت مع فكرة سابقة لجمعيتها تهدف لجمع قصائد من شباب فلسطينى عن القدس. «تحدثت مع الشاعر حمدى زيدان، رئيس جمعية اسكندريلا للثقافات والفنون، مع صعود الثورة المصرية عن فكرة جمع قصائد من شباب العالم العربى عن الثورات وتقديمها فى ديوان يمثل هذه الحركة الثقافية المنتعشة»، وضمن هذه القصائد قصائد عن القضية الفلسطينية خاصة أن «فلسطين فى ثورة مستمرة، نحن تحت الاحتلال والبلاد العربية أيضا تعانى تحت احتلال أنظمتها الفاسدة» - حسب تعبيرها.
التجربة الليبية
بدأت الدعاية لهذه المبادرة أبريل الماضى، وكانت أولى المشاركات من شباب مصرى وفلسطينى وتلتها دول أخرى فيما تعثر الوصول حتى الآن إلى مشاركات من ليبيا على سبيل المثال لصعوبة الاتصال بها «رغم أهمية التجربة الليبية فى هذا الديوان» تقول إدريس، وهو الأمر الذى ما زالوا يتطلعون للوصول إليه، وتجدر الإشارة إلى أن القصائد المشاركة فى الديوان هى تجارب مبكرة لشعراء جدد وليسوا مخضرمين، وتضم المشاركات شعرا بكل من العامية والفصحى، كما لن تنحصر المشاركات على الشعر فقط وإنما سيضم الكتاب أيضا نصوصا نثرية موائمة لأجواء الثورات العربية»، يعكس هذا الديوان فكرة التكامل العربى والهم الواحد الذى يجمع شعوبها، فالمشكلة لم تكن يوما بين الشعوب العربية بقدر ما كانت مع الأنظمة وهو أبرز ما عبرت عنه المشاركات فى هذه المبادرة» تقول مسئولة البرامج فى جمعية الجالية المقدسية، وتتحدث عن أن هذا الحراك العربى انعكس بلا شك على الشباب الفلسطينى.
يتزامن هذا المشروع الجديد مع مشروع آخر لكتاب تحت الطبع تحدثت عنه إدريس وعنوانه «رسائل إلى فلسطين» وهدفه جمع نصوص من غير الفلسطينيين عن فلسطين التى فى خاطرهم وضميرهم، وكذلك رسائل من فلسطينيين فى الشتات يحلمون بأن تطأ أقدامهم أرض بلادهم يوما، وتقول إنها جمعت عددا كبيرا من الرسائل فى هذا الكتاب ومن بينها رسائل لشخصيات معروفة منهم الإعلامى يسرى فودة الذى كانت له تجربة سابقة فى فلسطين أثناء تقديمه لسلسلة «سرى للغاية» الذى كانت تذيعه قناة «الجزيرة»، وترى أن الاهتمام بهذه النوعية من المشاريع هو «لأن احتلال القدس هو احتلال ثقافى وفكرى فى المقام الأول».
من المنتظر أن يتم إطلاق ديوان «ثورة فى قصيدة» من خلال احتفالية مشتركة تجمع بين الشباب المشاركين فى هذه المبادرة فى كل من مصر وفلسطين ممثلين عن باقى الشباب العربى المشارك،وسيكون ذلك عن طريق تقنية الVideoconference، وسيتم خلال الاحتفالية تقديم قراءات للقصائد والنصوص التى يضمها الكتاب.