شهدت الجلسة الأولي لمحاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين بميدان التحرير يومي 2، 3 فبراير الماضي، والمعروفة إعلاميًا ب(موقعة الجمل)، أمس الأحد، في مجمع محاكم القاهرةالجديدة بالتجمع الخامس، و المتهم فيها 25 من رموز النظام السابق، العديد من الأحداث الهامة، كان أبرزها منع القاضي دخول عدد من الصحفيين والمحامين، مما نتج عنه محاولة لاقتحام القاعة بالعنف. ويواجه المتهمون في هذه القضية اتهامات بالتحريض علي قتل المتظاهرين واستخدام العنف ضدهم، ومن أبرز المتهمين صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وعائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة السابقة، ومرتضى منصور وغيرهم. سادت حالة من الفوضى خلال الساعات الأولى من الجلسة، بسبب منع بعض المحامين المدعين بالحق المدني ومحاميين الدفاع من حضور الجلسة بحجة عدم وجود تصاريح للدخول، وهو ما عقب عليه المحامى "محمد فوزي" الموكل للدفاع عن المتهم "وحيد صلاح جمعة" ل"بوابة الشروق"، بأنهم توجهوا أمس إلى محكمة النقض للحصول على تصاريح، فقيل لهم أن الدخول متاح للموكلين دون حاجة إلى تصريح لكنهم فوجئوا اليوم بما حدث. أدى ذلك إلى غضب المحامين خاصة المدعين بالحق المدني، حيت لم يسمح إلا لأربعة منهم فقط لحضور الجلسة، وكذلك لم يسمح للمتهمين بدخول جميع هيئة الدفاع الخاصة بهم، وقاموا بمحاولات لكسر باب القاعة المقام فيها الجلسة، وحدثت العديد من المشادات الكلامية بينهم وبين ضباط الشرطة والعساكر الموجودين لتأمين المكان بالداخل. ومن جانب آخر، أكد بعض المحامين الذين حضروا الجلسة، أنها أديت بطريقة منظمة و سادت الهدوء داخل القاعة و لم تتأثر المحاكمة بما حدث في الخارج. ومن ضمن وقائع الجلسة، حضور المستشاران "أشرف مختار ونبيل رجب" بهيئة قضايا الدولة، وادعيا مدنيا لصالح الخزانة العامة ضد المتهمين جميعًا بمبلغ مليون جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت، لإرساء مبدأ التعويض لحين حصر المبالغ التى تكبدتها الدولة كتعويض لأسر شهداء و مصابي موقعة الجمل، إذ أن الدولة قد التزمت بتعويض أسر شهداء الثورة ومصابيها، ومن بينهم اسر ومصابي تلك الموقعة وأنشأت خصيصا لهذا الغرض صندوقا لتعويضهم من أموال الدول مما يحق معه للدولة المطالبة بالتعويض عما أصابها من أضرار مباشرة. وأهم ما لفت النظر من بداية اليوم أيضا، هو وجود العشرات من المؤيدين لمرتضى منصور، أما مبنى المحكمة، يحملون لافتات تأييد وصور له، كما حضر أعضاء من مكتبه و بعض أصدقائه لمساندته، و لحظة خروجه من القاعة بعد انتهاء الجلسة، هتف العشرات مرددين "الصحافة فين .. الشريف اهو". كما شوهد أمام المحكمة بعد انتهاء الجلسة واحدة من مؤيدين فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، التي دعت له بالبراءة، وهو ما أثار غضب واندهاش بعض الموجودين. يذكر، أن الجلسة بدأت في الحادية عشر من صباح اليوم وانتهت في السادسة والنصف مساء، وهى جلسة إجرائية قامت فيها المحكمة بسماع طلبات محامين المتهمين والمدعين بالحق المدني، وكانت أهم القرارات الصادرة خلالها، وقف البث التلفزيوني في ماعدا جلسة النطق بالحكم، وتأجيل المحاكمة إلى جلسات 12 و13 و14 من سبتمبر، لفض الأحراز وسماع الشهود.