قدم مجموعة من نشطاء شباب الثورة عددا من الملاحظات تثير، من وجهة نظرهم، علامات استفهام حول ملابسات حادث اقتحام إحدى الشقق التابعة للسفارة الإسرائيلية مساء أمس الأول. ووفقا للنشطاء فإن فارقا زمنيا امتد لنحو ست ساعات بين إنزال العلم من فوق العمارة الكائن بها سفارة إسرائيل فى الخامسة مساء وحتى اقتحام السفارة وإلقاء الأوراق من النوافذ فى الحادية عشرة مساء، يثير الشكوك حول ما إن كانت نفس المجموعات التى بدأت التظاهر هى ذاتها التى اقتحمت السفارة، هذا فيما انسحبت قوات الجيش من أمام السفارة فى السادسة مساء عقب بدء عمليات تكسير الجدار الأسمنتى الذى تمت إقامته قبل أيام على جانب كوبرى الجامعة. وقال النشطاء إنه ومع بدء أحداث الاقتحام فى الحادية عشرة شوهدت العشرات من عربات الأمن المركزى تدخل حديقة الحيوانات المجاورة دون أن تشارك فى عملية التأمين الواجبة للسفارة. وبحسب نشطاء فإن اجتماعا جرى مع مجموعات من إمبابة معروف عنهم المشاركة فى أعمال البلطجة لصالح الحزب الوطنى قبيل ساعات من بداية التجمهر أمام السفارة. كما أثار شكوك النشطاء حول إخلاء السفارة من الحراسة على عكس المتبع بروتوكوليا من بقاء أفراد للأمن داخل أى مبنى من هذا النوع حتى ولو كان خاليا من الموظفين، مع الوضع فى الاعتبار أن قيادات أمنية أمريكية وعسكرية إسرائيلية قد تم الإعلان عن وجودها فى القاهرة خلال الأيام الماضية. وبينما يتوقع أن يقدم من اقتحموا السفارة أو أنزلوا العلم أنفسهم كأبطال فإن من قاموا بالاقتحام اختفوا تماما، بعد أن دخلوا السفارة ببساطة رغم إعلان الجيش عن توقعاته واستعداده لمواجهة عمليات تخريب تطول مؤسسات وهيئات فى الدولة. «أحداث السفارة خطة مدبرة لتشويه الثوار واتهامهم بالتخريب»، «الموقف الرسمى الهزيل بعد واقعة استشهاد المجندين المصريين برصاص إسرائيلى كان دافعا للأخذ بالثأر واقتحام السفارة»، كان ذلك بعضا من التفسيرات التى قدمها نشطاء ينتمون لحركات وائتلافات شبابية مختلفة للمواجهات التى شهدتها السفارة الإسرائيلية، أمس الأول والتى أسفرت عن مقتل 3 وإصابة 1049 آخرين. «انسحاب الأجهزة الأمنية من محيط السفارة الإسرائيلية وتركها المتظاهرين يهدمون الجدار العازل ويقتحمون مبنى السفارة، كان متعمدا لتأكيد ما ورد فى البيان رقم 74 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى حذر فيه من اندلاع أعمال شغب والاعتداء على المنشآت العامة فى جمعة 9 سبتمبر»، هذا ما قاله عضو اتحاد شباب الثورة، عمرو حامد. ولم يستبعد حامد استغلال المجلس العسكرى لأحداث أمس الأول، متوقعا شن الأخير حملة دعائية واسعة النطاق لتشويه النشطاء السياسيين واتهامهم بالتورط فى أعمال شغب انتهت باقتحام مبنى السفارة وهو ما قد يسفر عن توتر العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، حسب قوله. واتفق معه الناشط بحركة «شباب من أجل العدالة والحرية»، حليم حنيش الذى اتهم «المجلس العسكرى والحكومة الانتقالية بالتراخى والتربص بالمتظاهرين بغرض الالتفاف على مطالب مليونية 9 سبتمبر، والتحريض ضد الثوار لاستمرار المحاكمات العسكرية للمدنيين». يأتى ذلك فى الوقت الذى قدم فيه محمد عادل، عضو المكتب السياسى لحركة «شباب 6 إبريل»، جبهة أحمد ماهر، تفسيرا آخر لأحداث الجمعة والسبت الماضيين، وقال إن «أنصار الرئيس المخلوع حسنى مبارك خططوا للاعتداء على مديرية أمن الجيزة». «جمال مبارك يدفع لمأجورين، من داخل سجن طرة، لجر البلاد إلى حالة من الفوضى بهدف إفشال محاكمة والده خصوصا مع اقتراب موعد إدلاء المشير طنطاوى وسامى عنان بشهادتيهما أمام المحكمة»، يؤكد عادل. وكان لخالد السيد، عضو المكتب التنفيذى بائتلاف شباب الثورة، تفسيرا آخر موضحا أن «الانسحاب الأمنى المتعمد استهدف إظهار الثوار كما لو أنهم مثيرى شغب فى محاولة لإجهاض أى تطور قومى للثورة المصرية».