صرح قادة بحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين بأن "مصر هي أكثر من يفهم ويدرك حساسيات وتعقيدات الملف الفلسطيني ولا غنى عنها"، مؤكدا أن "الرد على العدوان الإسرائيلي سيكون قويا في حال خرق التهدئة التي تم التوصل إليها"، وانتقدوا "الخطوة المنفردة للسلطة الفلسطينية في التوجه إلى الأممالمتحدة للسعي لنيل الاعتراف الدولي". وأضافوا، "نحن في الجهاد لنا تحفظات إذا لم يتم التوافق الفلسطيني، فنحن لا نتوقع نجاح هذه الخطوة، لأن الفيتو الأمريكي سيكون في مواجهتها، لكن الموقف الأوربي سيحسم الأمر في النهاية"، منبها إلى أنه "لا يمكن إقامة أو إعلان دولة في ظل الاحتلال ." وأشار القادة إلى أن "الجهاد كانت لها اليد العليا في الرد العسكري لصد العدوان على غزة"، مؤكدين أن الجهاد "ليست حركة معارضة في غزة، بل حركة مقاومة". وأكد القادة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن حل مشاكل الشعب الفلسطيني ينطلق من إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، منبهين إلى إمكانية انضمام "الجهاد" و"حماس" إلى المنظمة لو تحقق هذا الإصلاح. وحول إعلان حركة الجهاد، منفردة، التوصل للتهدئة الأخيرة، وهو ما كان متوقعا من حماس، كشف خالد البطش مفوض العلاقات الخارجية في حركة الجهاد، عن اتصالات ثلاثية تمت مع الحركة بين مصر والسلطة الفلسطينية في رام الله وحكومة حماس قبل إعلان التهدئة، مؤكدا أن "التهدئة مقابل وقف العدوان، وإذا عادت إسرائيل لضرب الشعب فمن الحق الحركة الرد بعنف". وأشار البطش إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي أخذت على عاقتها الرد على العدوان العسكري، فقد كانت "صاحبة اليد العليا على الأرض في الرد على إسرائيل خلال هذا القصف". وقال داوود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد: إن "التهدئة مرتبطة بالسلوك الإسرائيلي على الأرض، والجهاد غير معني بالتصعيد، إلا أن السلوك الإسرائيلي حاليا ينذر بانفجار قادم"، مشيرا إلى العدوان المتكرر من الاحتلال في الضفة على الناس وحرق المساجد، وأضاف شهاب: أنه "يجب على الأطراف الراعية لها أن تمارس ضغوطا على إسرائيل لوقف العدوان، لأن الرد سيكون قاسيا". وعن الأسباب الحقيقية التي تقف حائلا دون تحقيق المصالحة الفلسطينية، قال: إن "البدء في ملف الحكومة واختيار أعضائها عقد الأمور كثيرا وعطل التنفيذ، وأعادنا إلى الثنائية (فتح وحماس) التي هي محل انتقاد واسع من الشعب الفلسطيني، لذلك فإن المصالحة لم تراوح مكانها ولم تحرز أي تقدم". وتابع شهاب، قائلا: إن "إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية سيحل كافة المشاكل الراهنة، وغير ذلك سنبقى أسرى لحالة التفرد في القرار الفلسطيني، فلن توحدنا الحكومة أو الانتخابات"، مشيرا إلى أنه لو تم إصلاح المنظمة ستنضم حماس والجهاد لما لهما من ثقل في الشارع الفلسطيني. وعن حصر ملف المصالحة الفلسطينية دائما بين فتح وحماس، قال خالد البطش: إن ذلك يعود لأسباب مباشرة، فهما طرفي الأزمة الداخلية، وهما معا في أكثر من إطار سياسي مثل التقاسم على مستوى البرلمان والحكومة، وهذا لا يعني أن باقي الفضائل ليس لها دور، فقد كنا حاضرين في اتفاق القاهرة في مايو 2011، ولم يتم التوقيع إلا بعد موافقة باقي الفصائل. وعن الاتهام المتكرر من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك للجهاد بأنها تمول عمليات داخل إسرائيل، قال خضر حبيب، القيادي في الجهاد: إن "حركة الجهاد لها دور مميز في الرد ووجهت ضربات قوية للعدو، وباراك عندما يقول ذلك في كل مرة يمهد لاستهداف قادة الجهاد ومقاوميها، وباراك يعلم أن حركة الجهاد أجندتها الرئيسية هي (المقاومة والتحرير)، لذلك نحن نتوقع منه دائما الأسوأ". واختتم حبيبي حديثه، مشيرا إلى تفاؤل الجهاد بثورة الشعب المصري، قائلا: إنها "ستصب في صالح القضية الفلسطينية والوضع العربي، لما لمصر من دور كبير ومركزي في المنطقة"، ودعا قادة الجهاد مصر إلى العمل على سرعة إنهاء ملف المصالحة.