دخلت الثورة اليمنية مرحلة جديدة فى صراعها مع نظام الرئيس «الجريح»، على عبدالله صالح، بإعلانها بدء التصعيد الثورى حتى إسقاط بقايا النظام، فيما استنفرت القوات العسكرية الحكومية بشكل غير مسبوق، وسط أنباء عن استعدادها لتصفية ساحات التغيير وميادين الحرية واغتيال بعض الشخصيات المعارضة. وضمن هذا التصعيد تظاهر مئات الآلاف فى مسيرات ليلية بالعاصمة صنعاء أمس الأول، هاتفين: «الشعب يريد الزحف على القصر الرئاسى»، ما ردت عليه قوات الأمن بإطلاق الرصاص، ما أصاب خمسة محتجين خلال مرور المسيرات أمام مقر وزارة الخارجية. وفى عدن، لقى سبعة مدنيين حتفهم فى غارتين جويتين نفذهما الجيش اليمنى ب«الخطأ» على مسجد قرية جعار جنوب اليمن. وقال مسئول محلى «نفذ سلاح الجو غارتين أصيب فيهما خطأ مسجد جعار مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة خمسة آخرين». وقال أحد المعتصمين بساحة الحرية، ويدعى محمد اللطيفى، ل«الشروق» إن «خطة التصعيد الثورى تهدف إلى الحسم السلمى ورحيل ما تبقى من النظام، وتشمل الزحف إلى أماكن محسوبة على النظام، مثل جهات سيادية ومقار أمنية وحكومية». وأضاف أنه «تشكيل لجان ثورية مسلحة تتولى مهمة الدفاع عن الثوار وحمايتهم إذا تم الاعتداء عليهم من قبل القوات الحكومية بالأسلحة الثقيلة»، مؤكدا أنه خلال الأشهر الثمانية الماضية لم يستخدم المتظاهرون السلاح. ومضى قائلا: إن لدى صقور الحزب الحاكم والحرس العائلى اتجاها لحسم الثورة عسكريا وتصفية الساحات، فخلال الأيام الثلاثة الماضية حدث انتشار عسكرى غير مسبوق فى تعز وصنعاء والوضع مرشح للانفجار. وأوضح اللطيفى أن الهدف من المظاهرات الليلية هو «توصيل رسالة لبقايا النظام بأننا نتظاهر ضدهم ليل نهار».