فرحة غامرة تكسو الوجوه، الأطفال يتشبثون بيد آبائهم سعداء بملابس العيد الجديدة وهم ذاهبون للصلاة، الجميع يتبادل التهنئة بالعيد المبارك، شوارع "مدينة السلام" -إحدي مدن محافظة القاهرة- مزدحمة بالمصلين رجالا ونساء وأطفالا، المياه تغرق الطرقات من آثار غسل السيارات والمحال كعادة كل عيد، وبالرغم من الحالة الإقتصادية التي تعيشها البلاد ويخضع الجميع لها، فإن الغالبية العظمي بدت راضية بحالها وسعيدة بقدوم عيد الفطر. وبمجرد وصولهم للمسجد ظل الجميع يردد تكبيرات العيد "الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إلا إلا الله"، وكأن الناس تنتظر الفرحة بفارغ الصبر لتروح عن نفسها آثار أوقات عصيبة عاشتها البلاد على مدى شهور عديدة، ظهرت الوجوه في غاية الابتهاج والسعادة وتمني الجميع أن يصلح الله حال البلاد ويحفظها دائما. وكانت دعوة قد وجهت قبل أسبوع مضي لسكان الحي لآداء صلاة العيد مجمعة بساحة أكبر حديقة متواجدة بالمدينة وبإمامة شيخ يسمي "محمود أبو المعارف"، وانتشرت على أرجاء واسعة بالمنطقة علي شكل لافتات كبيرة، ونوه فيها أن يحمل كل مصلي سجادته الخاصة حتي يتسني له الصلاة عليها، وبالفعل استجاب عددا غير قليل لتلك الدعوى، وقاموا بأداء صلاة عيد الفطر المبارك بحديقة "السادات" الواقعة في أطراف المدينة. وقبل الصلاة مر شخص يرتدي جلباب وسط المصلين وقام بتوزيع هدايا ولعب علي الأطفال المتواجدين مع ذويهم والذين أبدوا سعادة غامرة بتلك الهدايا، والتي وإن كانت بسيطة في مظهرها، ولكنها كبيرة في معناها بالنسبة إلى هؤلاء الصبيان الصغار الذين يرتضون بأقل القليل. وبعد الانتهاء من الصلاة انتشر الجميع مسرعين حتى يتناولوا الإفطار ويبدءوا طقوس يومهم، سواء كانت فسحا أو زيارات عائلية، وكانت الغلبة للأطفال الذين ظلوا يشعلون الألعاب النارية ويستمتعون برؤيتها، وهي تصدر الأصوات بالرغم من خطورتها البالغة علي سلامتهم، واتجه عددا آخر منهم نحو الحدائق للهو والاستمتاع بالجو وبفرحة العيد.