قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها اليوم السبت، برئاسة برئاسة المستشار عاصم عبد الحميد، تأجيل محاكمة وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان في قضيتين تتعلقان بإهدار المال العام والإضرار المتعمد به والتربح للنفس وللغير دون وجه حق بتخصيص أراضى الدولة بصورة مخالفة للقانون إلى جلسة 24 سبتمبر المقبل قادم . وتضم القضية الأولى إلى جانب سليمان أربعة من كبار مساعديه السابقين بوزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ورجل الأعمال الهارب مجدي راسخ، فيما تضم القضية الثانية كلا من رجلي الأعمال يحيى الكومي وعماد الحازق (هارب). وجاء قرار التأجيل لتمكين الدفاع عن المتهمين من استكمال الاطلاع على ملف القضية وفض أحرازها بمعرفة المحكمة في الجلسة القادمة، والسماح لهم باستخراج شهادات لطلبات كانوا قد تقدموا بها في جلسة اليوم. وكانت المحكمة قد استمعت في جلسة اليوم إلى أمر الإحالة في القضيتين، حيث عددت النيابة الاتهامات في شأن الجرائم التي ارتكبها المتهمون، مطالبة بتوقيع أقصى العقوبات المقررة قانونا بحق المتهمين في الاتهامات المنسوبة إليهم. بدأت الجلسة بإثبات حضور المتهمين المحبوسين احتياطيا على ذمة القضيتين، داخل قفص الاتهام، ثم تلا ممثل النيابة العامة أمر الإحالة في القضية الأولى المتهم فيها إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، ونوابه الأربعة فؤاد مدبولي محمد وحسن خالد فاضل ومحمد أحمد عبد الدايم وعزت عبد الرؤوف عبد القادر، ورجل الأعمال (الهارب) مجدي راسخ (صهر الرئيس السابق حسني مبارك). وأشار ممثل النيابة إلى أن وزير الإسكان الأسبق سليمان ونوابه ، قاموا بالموافقة على طلبات غير قانونية تقدم بها رجل الأعمال مجدي راسخ عن تنازله عن بعض المساحات من الأرض التي خصصتها له الوزارة، بعد ثبوت إخلاله بالتزاماته المالية والبنائية الواردة بالعقد، والتي كانت تستوجب فسخ عقد التخصيص واستعادة الأرض بالكامل . وذكرت النيابة أن الأرض مساحتها 2550 فدانا بمدينة الشيخ زايد، غير أن وزارة الإسكان اكتفت بسحب جزء منها مساحته 885 فدانا فقط ، مما ربح رجل الأعمال مجدي راسخ والشركة التي يمثلها مبلغ 7 ر970 مليون جنيه، فضلا عن التصريح له ببيع مساحة مليون متر من هذه الأرض للغير على خلاف القواعد المقررة، الأمر الذي ربحه بمبلغ مالي آخر قدره 81 مليون جنيه. وأوضحت التحقيقات أن وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان أعفى راسخ من سداد 8 ر13 مليون جنيه مقابل رسوم التنمية الشاملة التي فرضها على جميع الشركات الأخرى، على خلاف القواعد المقررة. وقال ممثل النيابة العامة في أمر الإحالة الخاص بالقضية الثانية إن المتهمين (محمد إبراهيم سليمان ورجلي الأعمال يحيى الكومي وعماد الحازق ) ارتكبوا جرائم التربح للنفس والغير والاشتراك فيها . وكشفت تحقيقات النيابة، عن قيام الوزير الأسبق سليمان بالحصول لنفسه بدون وجه حق على ربح ومنفعة من عمل من أعمال وظيفته، بأن وافق على تخصيص 3 قطع أراض سكنية بمناطق متميزة بمدينة القاهرةالجديدة باسم نجله وزوجته وكريمته، رغم سبق تخصيص أراضي سكنية بذات المنطقة لهم، وبما يجاوز المسموح بتخصيصها للأسرة الواحدة، وعلى خلاف ما تقضي به قرارات اللجان العقارية الرئيسية الصادرة في هذا الشأن، قاصدا تحقيق أرباح لنفسه ولأسرته بدون وجه حق بلغت قيمتها 14 مليون جنيه. وأضاف ممثل النيابة أن الوزير سليمان قام بالحصول لغيره على ربح ومنفعة بدون حق، بأن وافق على الطلبات المقدمة من رجلي الأعمال المتهمين يحيى الكومي وعماد الحازق، وآخر توفى (إبراهيم وجدي كرار) بتخصيص قطع أراض سكنية لهم وذويهم بمناطق متميزة بمدينة القاهرةالجديدة، وذلك بالمخالفة للقانون رغم سابقة تخصيص أراض سكنية بذات المنطقة لهم، قاصدا تمكينهم من تحقيق أرباح دون وجه حق من تلك المساحات، بلغت قيمتها الإجمالية 23 مليونا و861 ألف جنيه. وطالبت النيابة بتوقيع أقصى العقوبات المقررة قانونا بحق المتهمين في القضيتين، في ضوء الاتهامات التي أسندتها إليهم . وواجهت المحكمة المتهمين داخل قفص الاتهام بما هو منسوب إليهم من اتهامات ، حيث أنكروا جميعا ما هو مسند إليهم مؤكدين على براءتهم ، فيما انضم المحامون المدعون بالحقوق المدنية إلى النيابة العامة في طلبها بتوقيع أقصى عقوبة بحق المتهمين، كما طالبوا أيضا بمبلغ 200 ألف جنيه على سبيل التعويض المؤقت.