تحسبا لصدور قرار بحل مجلس الشعب فى القريب العاجل، انتهت أمانة التنظيم المركزية بالحزب الوطنى الديمقراطى من استطلاعات للرأى وإعداد كشوف الناخبين الخاصة بانتخابات مجلس الشعب المقبلة. وتشير مصادر وثيقة الصلة بقيادات الحزب الوطنى إلى أن هناك نية جدية لإجراء تغيير ملموس لمرشحى الحزب فى انتخابات المجلس وتشمل تقديم وجوه جديدة بنسبة لن تقل عن 21% من إجمالى النواب الحاليين بما يعنى إمكانية احتفاظ 79% من النواب بمقاعدهم فى الوقت الذى ستدخل تعديلات على الهيئة البرلمانية للحزب بإضافة مقاعد حصة المرأة التى سيصوت مجلس الشعب عليها فى وقت قصير. ويبلغ إجمالى المقاعد الخاصة 64 مقعدا وفقا للمقترحات الأخيرة فى مشروع القانون. وشرعت أمانة التنظيم المركزية برئاسة المهندس أحمد عز فى تحضير تقرير عن الصورة العامة التى يراها الجانب التنظيمى للحزب وسيرفع التقرير لصفوت الشريف الأمين العام للحزب قريبا. ويهدف التقرير إلى وضع تصور متكامل أمام الأمانة العامة للحزب الوطنى فى الوقت الذى تدرس القيادات الحزبية مشروعات بقرارات حل مجلسى الشعب والشورى بالتشاور مع الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والبرلمانية. وعلى صعيد الدوائر الانتخابية، أظهرت استطلاعات الرأى الأخيرة ضعف أداء عدد من النواب فى دوائرهم وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تنامى شعبية جماعة الإخوان المسلمين فى مناطق بعينها. ومن المنتظر أيضا إجراء تغييرات فى عدد من هيئات مكاتب المحافظات رغم وصول تحذيرات من جهات أمنية من هذه الخطوة، خاصة تغيير الأمناء العامين وأمناء التنظيم فى محافظات بعينها فى ظل قوة وشعبية أمناء بعض المحافظات. وكان عدد من نواب مجلس الشعب قد تقدموا بشكاوى لقيادات الوطنى يطالبون فيها بإبعاد أمناء محافظاتهم وهدد بعضهم بخوض الانتخابات القادمة كمستقلين لو أصر الحزب على بقاء الأمناء المرفوضين من نوابهم فى مواقعهم الحزبية فى الوقت الذى تتوقع المصادر تغيير بعض أمناء المحافظات قبل بدء الحملة الانتخابية فى ضوء الخلافات المستمرة مع نواب دوائرهم. وتأتى هذه التطورات رغم وجود قرار من أحمد عز، منذ توليه أمانة التنظيم المركزية، بعدم خوض القيادات التنظيمية للانتخابات العامة سواء فى الشعب أو الشورى بغرض توسيع دائرة المشاركة وتوزيع المقاعد والمناصب الحزبية على شرائح متنوعة داخل التنظيم الحزبى. ويقوم الحزب الوطنى بالإعداد لأكبر حملة انتخابية فى تاريخه يستعين خلالها بدراسة حملة الرئيس الأمريكى باراك أوباما والاستفادة من استخدام شبكة الإنترنت وموقع الفيس بوك ورسائل الهاتف المحمول. وأرسلت أمانة التنظيم خطابا إلى أمانة العضوية بشأن إرسال الكشوف والبيانات الخاصة بكل أعضاء الحزب الوطنى وضرورة التواصل معهم فى الفترة المقبلة عن طريق المراسلات وتحديدا البريد الإلكترونى. كما سيخصص الموقع الإلكترونى للحزب خدمة خاصة لإرسال وعرض البرنامج الانتخابى الجديد الذى سيخوض به مرشحو الوطنى الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية. وعلمت «الشروق» أن الشعار الانتخابى الجديد للوطنى فى انتخابات الشعب القادمة هو «نفذنا.. وقادرون». ويقترب هذا الشعار من شعار حملة بارك أوباما «نعم نستطيع» والذى أسهم فى التفاف الناخبين حول المرشح الحديث العهد بالسياسة.