عمت الفرحة الشوارع اليمنية والسورية حتى صباح أمس ابتهاجا بتحرير العاصمة الليبية طرابلس، بينما خيم التجهم على وجوه أنصار كل من الرئيسين اليمنى على عبدالله صالح والسورى بشار الأسد خوفا من العد التنازلى الذى يشير إلى أن مصيرهما قد لا يختلف كثيرا من مصير القذافى. «يا صالح القذافى طاح وراح» شعار هتف به شباب الثورة اليمنية احتفالا بإخوانهم فى ليبيا، حيث خرج مئات الآلاف من اليمنيين مبتهجين بوصول ثوار ليبيا إلى طرابلس، حسب وصف الناشط اليمنى نبيل العدينى رئيس حركة شباب مع الحدث الذى يعتصم فى ساحة التغيير فى صنعاء فى تصريحات ل«الشروق». وقال العدينى: «فور سماع خبر سيطرة ثوار ليبيا على طرابلس أمس (أمس الأول) خرجنا جميعا للساحات، وإن كانت تعز هى أول محافظة عمتها الفرحة، وبعدها صنعاء، ثم انتشرت البهجة فى جميع المحافظات». وأضاف: «رفرفت الأعلام الليبية فى جميع المحافظات، ورغم ندرة الأعلام، رسم الشباب فى الساحات العلم الليبى على الأوراق ورفعوها ليبعثوا رسالة لصالح مفادها أن الشعب هو الذى ينتصر فى النهاية مهما حدث». وأكد أن «معنويات اليمنيين النفسية مرتفعة، بسبب سقوط القذافى فى مقابل قلق وتوتر وارتياب يسيطر على أنصار صالح». وأعلن العدينى أن «شباب الثورة اليمنية قرروا الاجتماع لدراسة الخطوات التى يجب أن يتخذوها خلال الأيام المقبلة للتباحث حول المرحلة الانتقالية حتى لا يتخلفوا عن التقدم الذى حققه إخوانهم الليبيون، خصوصا أن ثورتهم بدأت منذ مطلع فبراير للإطاحة بحكم الرئيس على عبدالله صالح الذى استمر لأكثر من 33 عاما». وفى المقابل قررت المعارضة اليمنية إعادة النظر فى تشكيل المجلس الوطنى الانتقالى بسبب انشقاق عدد من أعضائه لعدم التشاور معهم قبل إدراج أسمائهم كأعضاء بالمجلس. وفى سوريا، اعتبر الناشط السورى والمتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان وائل حافظ فى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف من فرنسا أن خبر تحرير طرابلس من قبضة القذافى يعد بمثابة «شحن معنوى للثوار السوريين الذين خرجوا بالآلاف منذ أمس الأول للشوارع للاحتفال بتحرير طرابلس». من جانبه، أصدر الرئيس بشار الأسد قرارا بتشكيل لجنة شئون الأحزاب أمس لكى يتوجه لها من يريد أن يؤسس حزبا فى محاولة منه لكبح جماح الثورة السورية التى اندلعت منذ أشهر للإطاحة بحكمه. وقال حافظ: «كنا فى اجتماعات المعارضة محبطين، وكنا نتمنى سقوط القذافى الذى استمر حكمه لأكثر من 42 عاما لأن نهاية هذا الطاغية ستعجل بسقوط صالح وبشار»، وأضاف: «البلاد العربية مثل الأوانى المستطرقة، وتحرير طرابلس سيتبعه تحرير صنعاء ودمشق». «اليوم سقط القذافى وبكره بشار» و«القذافى كان اليوم، ومن بشار راح النوم».. كانت تلك بعض الشعارات التى رددها الشباب السورى ابتهاجا بنصرة ثوار ليبيا حسب قول حافظ الذى رأى أن الشعوب العربية جميعها فرحت بسقوط القذافى مثلما فرحت من قبل بسقوط مبارك وبن على، فهى تعانى من ألم واحد وهم مشترك. وأكد أن «الشباب فى سوريا قرر مد الاحتفالات بتحرير طرابلس حتى نهاية الأسبوع، ولمواجهة مشكلة عدم وجود العلم الليبى، قرروا أن يصنعوا أعلاما خلال الأيام المقبلة ليخرجوا فى مظاهرات مباركة لإخوانهم الليبيين».