أثار مسلسل الحسن والحسين جدلا كبيرا منذ الإعلان عن عرضه خلال شهر رمضان الكريم. بين مؤيد لظهور شخصية الحسن والحسن حفيدى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعارض لظهورهما، وكان الأزهر الشريف أول من طالب بمنع عرض العمل على الشاشات المصرية. لذلك كان من الطبيعى أن نلتقى مخرج العمل لنتعرف على رأيه فيما أثير ورأيه فى تجسيد شخصيتى الحسن والحسين على الشاشة . ● سألته ما تقييمك لردود الأفعال المتناقضة والجدل المثار حول المسلسل؟ أولا لابد أن نعترف جميعا بأن حالة الجدل خارج حدود المسلسل وخارج إطار التقييم الفنى وما يقال ويثار من آراء ليس تقييما لمادة المسلسل المعروضة، والتى لن تكتمل ولا يجوز تقييمها إلا باكتمال عرض المسلسل وإنما الجدل والخلاف على الأفكار المسبقة والتحيزات المذهبية أى أن المسلسل لم يقم كعمل فنى وإنما يدفع ثمن ما يحمله من آراء قد تتعارض مع بعض وجهات النظر المذهبية. فضلا عن أن المسلسل يقترب من مناطق كنا نظن أنها محرمة، وألقينا عليها نوعا من القدسية وهى على غير ذلك وبقاء هذه المناطق على حالها يفيد البعض ويعود عليهم بنفع كبير. ● هل تقصد أن الهجوم على المسلسل بدافع مصالح شخصية؟ بالفعل هناك مصالح معينة لا أقول إنها شخصية تماما تحرك حملة الهجوم على المسلسل بمعنى أن التعرض للفتنة من منطق البحث عن نقاط التوافق والالتقاء ونبذ الفرقة والاعتراف بأن الخلاف وراء هذه الفتنة هو خلاف فى وجهات النظر وليس اختلافا عقائديا يتعارض مع مصالح البعض ليبقى الخلاف قائم والصدع ويرفضون أى فرصه للتقارب. ● لكن هناك جهات مثل الأزهر ونقابات الأشراف والهيئات الشيعية رفضت المسلسل؟ كامل احترامى لهذه الجهات والمؤسسات هم حاكموا المسلسل وأصدروا حكمهم قبل مشاهدة المسلسل، ومن المنطقى والبديهى ألا يتم التعامل مع المسلسل إلا بعد الاطلاع على النسخة كاملة بكل تفاصيلها كمنتج نهائى، وليس مجرد الهجوم على عمل ينطلق إلى فكرة التقارب، وللعلم كل مشكلاتنا الآنية، التى نعيشها اليوم فى عالمنا الإسلامى والعربى ترتبت على هذه الفتنة. ● لكن الاعتراض الأساسى لهذه الجهات ليس ما يطرحه المسلسل من أفكار بقدر ماهو اعتراض على تجسيد الحسن والحسين؟ نحن لم نقرر تجسيد هذه الشخصيات الجليلة من تلقاء أنفسنا ولا أخفيك سرا أننى كنت مترددا فى قبول إخراج هذا المسلسل بسبب هذه النقطة، ولم أبدأ العمل فى المسلسل إلا بعد التأكد من أن هناك قامات دينية كبيرة أقرت بجواز تجسيد الحسن والحسين، ومنهم الدكتور يوسف القرضاوى والشيخ نصر فريد واصل مفتى مصر السابق، وآخرون لا يتسع المجال لذكرهم ولو كان هناك خطأ فى تجسيد الحسن والحسين، فوزره على هؤلاء بل إننى طلبت أن يكون هناك رقيب على تصوير المسلسل، وبالفعل كان الشيخ حسن الحسينى أحد العلماء الأجلاء مرافق لتصوير المسلسل فى كل لحظة من البداية إلى النهاية حتى فى مراحل المونتاج. ● وكيف تم اختيار الشخصيات الأساسية فى المسلسل؟ حاولت الجمع بين شخصيات تجمع المواصفات الفيزيقية لأن هناك وصفا واضحا ومسجلا للحسن والحسين ولمعاويه وللمراحل السنية لهذه الشخصيات، وبناء عليه كانت هناك ترشيحات اخترنا على اساسها من هو أنسب وراعينا فى اختيار الحسن والحسين اختيار اثنين من الممثلين ليس لهم أدوار سابقة قد تقف حاجزا أمام تقبل المشاهدين لهم، وهم خالد الغويرى فى دور الحسن ومحمد المجالى فى دور الإمام الحسين. ● تردد أن رشيد عساف تراجع أكثر من مرة خوفا من تجسيد معاوية واستعنتم بسلوم حداد ثم عاد عساف للدور؟ ما أعرفه كمخرج مسئول عن المسلسل أن رشيد عساف هو الترشيح الأول لدور معاوية ومنذ اللحظة الأولى ولا أخفى أنه ربط تجسيده للدور بالحصول على الفتوى الشرعية مثله مثلى وباقى صناع المسلسل. ● هناك مأخذ فى التعامل مع شخصية معاوية على أنها ملائكية؟ ما يخص المادة التاريخية التى تحدد مواقف معاوية وما ينقل من أقواله فى المسلسل على لسان الشخصية هو مسئولية كتاب المسلسل ومواقف معاوية آراها تأتى متفقة مع رؤية المسلسل للأحداث، فهى ليست تزويرا للتاريخ ولكن تقديم قراءة جديدة للأحداث التى تعودنا على قراءتها وفق رؤى نمطية. ● على المستوى الفنى هل هناك صعوبات واجهتكم فى صنع صورة المسلسل؟ الصعوبات كانت كثيرة منها مثلا أن جزءا كبيرا من المسلسل كان مقررا تصويره فى المغرب وتمت المعاينات وصورنا بالفعل فى بعض الأماكن، ولكن حدثت مشكلات خارجة عن إرادتنا فتوقفنا وذهبنا إلى لبنان والأردن، وبدأنا فى معاينات من جديد وقمنا ببناء كل القرى والمدن التى تظهر فى المسلسل، وهو أمر أخذ منا وقتا وجهدا كبيرا. ● هل توقف التصوير بالمغرب بعض اعتراض التيارات الدينية هناك؟ لا أستطيع الآن الكشف عن الأسباب التى أدت إلى توقف المسلسل لأنها تخص الشركة المنتجةا ولكن أؤكد أنه لا تتعلق بالتيارات الدينية فى المغرب. ● هناك مأخذ على المسلسل أنه يسرد دون دراما حقيقية؟ اعترض على هذا المأخذ لأننى كنت من اللحظة الأولى انتصر للدراما، ويكفى أن أقول لك إننى حذفت ثلث النص الدرامى الذى كان مكتوبا حفاظا على الإيقاع الدرامى وخروجا على فكرة مجرد السرد. وخلال المسلسل ومع حلقاته المقبلة سترى تشابك الصراع بين الشخصيات بشكل درامى، وليس مجرد سردكما تقول وإن كنت اعترف أننى عانيت من عدم القدرة على الحصول على تفاصيل الحياة اليومية لهذه الشخصيات، التى تناولتها كل الكتابات بنوع من القدسية فأحاول أن نصنع روحا من وحى التفاصيل المتاحة لخلق جوى درامى.