أقام الداعية الإسلامي، الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري للمطالب بوقف عرض المسلسل التلفزيوني "الحسن والحسين" على القمر المصري "النايل سات"، لأنه يمثل "استفزازًا واستهانة بمشاعر جموع المسلمين ممن يقدرون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار صحابته رضوان الله عليهم". ويقول البدري في دعواه- التي حملت رقم 49198 لسنة 65 ق قضاء إداري- إن المسلسل الذي يبث على العديد من الفضائيات العربية خلال شهر رمضان، يضرب بعرص الحائط فتاوى الأزهر ومجمع البحوث الاسلامية بتحريم تجسيد الأنبياء وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية. وتختصم الدعوى التي أقامها المحامي طه عبد الجليل، كلاً من وزير الإعلام، رئيس الهيئة العامة للاستثمار، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية (النايل سات)، رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية، رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بعد أن تجاهل المسئولون النداءات والمناشدات التى أطلقها الأزهر والمجمع للمسئولين عن بث القنوات الفضائية عبر القمر الصناعى المصرى النايل سات بوقف عرض المسلسل. وجاء في نص الدعوى، أن المسلسل المثير للجدل يما يتضمنه من أحداث "يستهين برموز الاسلام من سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار صحابته بتجسيدهم ونسبة حوارات لهم من خيال المؤلف لا دليل على صدورها منهم مما يفيد الكذب عليهم، فضلاً عن النيل من قدرهم ومقامهم في نفوس المسلمين بتجسيد شخصياتهم بممثلين يؤدون ما يعرض عليهم من أعمال ولو ضجت بالمخالفات الشرعية". ويتناول المسلسل- وهو من إنتاج شركة "المها" الكويتية للإنتاج الفني- "عهد الخلافة ونشأة الملك" من خلال الفترة التاريخية الممتدة بين استشهاد عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وحتى استشهاد الحسين في كربلاء، مرورًا بأحداث كثيرة منها تولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة ثم استشهاده، وتولي الحسن ثم تنازله وتولي معاوية ومن بعده يزيد، كما يتعرض لأحداث معركتي الجمل وصفين. ويؤكد البدري في دعواه، أن المسلسل "يتناول فترة هامة من التاريخ الاسلامى اختلفت حولها الروايات وأمرنا جميعًا بالسكوت عنها وعدم الخوض فيها مع إحسان الظن بآل بيت رسول الله وصحابته الكرام بما فيهم معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وغيرهم رضي الله عنهم". ويستند في مطالبته بوقف عرض المسلسل إلى رأي الأزهر بهذا الصدد و"فتوى قانونية" ملزمة أصدرتها الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة في عام 1994، تعطي الأزهر السلطة العليا في كل ما يتعلق بالشأن الديني وأن كلمته فيما يتعلق بالأعمال الفنية وجواز عرضها أو منعها ملزمة قانونًا لكل جهات الدولة التي تملك الترخيص بالعرض أو منعه، كما ورد في نص فتوى المستشار طارق البشري النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الأسبق. وتطلب الدعوى بوقف عرض المسلسل بصفة مستعجلة، وإلزام الجهة المسئولة عن البث باتخاذ اللازم قانونًا نحو منع استمرار عرضه بالقنوات التى تعرضه حاليًا وهي: (روتانا خليجية، وروتانا مصرية، وال بي بى سي، والنهار، والتحرير، والحياة، والمغرب، وتونس، والبيت بيتك) تمهيداً للقضاء بالغاء هذا القرار بما يترتب على ذلك من آثار"، مع قطع البث على القنوات المذكورة وعن كل قناة تبادر بعرضه مستقبلاً مع توقيع الجزاءات عليها من وقف البث كلية وإلغاء الترخيص، وخلافه من الجزاءات التى قررها القانون رقم 8 لسنة 1997 ولائحته التنفيذية. يُذكر أن مجمع البحوث الإسلامية – أعلى هيئة فقهية بالأزهر- أكد قبل عرض المسلسل أنه سيطالب الجهات المسئولة بمنع عرض الأعمال الدينية التي يتم فيها تجسيد وعرض آل البيت أو الصحابة رضي الله عنهم، لكن مع ذلك تم عرض المسلسل على العديد من القنوات الفضائية. ونفى الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق أن يكون قد أفتى بجواز تجسيد شخصيتي الحسن والحسن حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلسل، بعد أن زعمت بعض الجهات حصولها على فتوى منه بجواز تجسيد شخوص أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في أي عمل فني بما فيها الأفلام والمسلسلات. وهدد بمقاضاة تلك الجهات في حال الاستمرار في "تزوير" رأيه للحصول على بعض المكاسب. وقال إن رأيه يتوافق تماما مع رأي مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف الذى هو عضو فيه برفض تجسيد شحصية حفيدى الرسول الكريم ضمن الشخصيات التي يحظر تجسيدها، ومن بينها الأنبياء وآل بيت رسول الله والعشرة المبشرين بالجنة، وإن كان أفتى يإمكانية تجسيدهم بالصوت فقط.