استشهد أمير المؤمنين، الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، في مثل هذا اليوم، السابع عشر من شهر رمضان المبارك من العام الأربعين للهجرة الموافق لعام 661 الميلادي، على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي بسيف مسموم، وذلك بعد أن احتدم الخلاف بين علي ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص حول الخلافة، فتآمر الخوارج عليه وعلى معاوية وعمرو بن العاص، وانتدب الخوارج عبد الرحمن بن ملجم والرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير، فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا على قتل الثلاثة، لأنهم وجدوا أن حل مشكلات المسلمين يكمن في القضاء على الثلاثة، فقتل علي وفشل الآخران في قتل معاوية وعمرو. كان أمير المؤمنين علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، وقال جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة"، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم ؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي»، ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 ه عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال، وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله.