تصاعدت وتيرة الخلاف بين التيارات الصوفية بسبب مليونية «فى حب مصر» المقررة الجمعة المقبلة، وتبادلت الأطراف الاتهامات فيما بينها، حيث استنكر المجلس الأعلى للصوفية دعوة الشيخ علاء الدين أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، لتنظيم مليونية صوفية، وأكد فى اجتماعه، مساء أمس الأول، أن الأخير لا يعبر عن الحشود الصوفية، نافيا تعرضه لأى ضغوط من المجلس العسكرى لرفض المليونية، مؤكدا دعمه وتأييده للقوات المسلحة، وفى الوقت نفسه شدد أبوالعزائم على أن المليونية «لا تحتاج لمشيخة الطرق الصوفية أو للمجلس الأعلى»، معلنا حصوله على موافقة الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، فيما أعلنت عشرات الأحزاب والحركات السياسية مشاركتها. وقال الشيخ محمود أبوالفيض، عضو الطرق الصوفية، إن المجلس فوجئ بحشد مليونية باسم الطرق الصوفية، مؤكدا عدم قبوله وضع الصوفية فى مواجهة مع التيارات الإسلامية الأخرى، مضيفا: «لن نقبل بأن تستخدم الصوفية فزاعة لهذه التيارات أو غيرها». ونفى أبوالفيض تعرض المجلس الصوفى لأى ضغوط من قبل المجلس العسكرى لإجباره على رفض المليوينة، وقال إنه تم تنظيم مليونية بالحسين سلفا لتأييد المجلس العسكرى وشيخ الأزهر، مؤكدا أن أى طريقتين صوفيتين تستطيعان أن تملأن ميدان التحرير بالكامل، ثم تساءل: «ولكن ما الذى سيحدث وقتها، سيتم تعطيل مصالح الناس، وهو أمر منافٍ للعرف الصوفى ومنهجه القائم على أسس اجتماعية بعيدة عن الألاعيب السياسية». وحذر بيان المجلس الصوفى من إثارة الفتن التى تضر بكيان الوطن وتضرب وحدة الصف الوطنى لمصلحة قوى خارجية، ودعا المجلس أبناء الوطن بشقيه المسلم والمسيحى للوقوف صفا واحدا خلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مطالبا الأخير بالتصدى بكل قوة وحزم لصانعى ومروجى الفتن والشائعات وأصحاب الأهواء والمصالح الضيقة التى تشوه ثورة مصر العظيمة، بحسب البيان. وأكد المجلس على ما أعلنه شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس مجلسها الأعلى، عبدالهادى القصبى، برفض إنشاء أحزاب صوفية أو منسوبة إلى الطرق الصوفية، مشددا على أن هذا لا يعنى منع الصوفى من ممارسة حقه فى العمل السياسى كأى مواطن مصرى، شريطة ألا يزج بالتصوف والصوفية فى العمل السياسى. وقرر المجلس اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد أى شيخ طريقة صوفية أو أبناء ومريدى الطرق، أو وكلاء المشيخة العامة للطرق الصوفية، فى حالة مخالفتهم لما جاء بالبيان والخروج عن الإجماع الصوفى. ومن جانبه أكد الشيخ علاء الدين أبوالعزائم حصوله على موافقة رئيس الوزراء، بعد إطلاعه على خطة مليونية فى حب مصر، مشيرا إلى رفضه أى محاولات للتأجيل أو الإلغاء، أو اختيار مكان آخر غير ميدان التحرير. وعن إعلان المجلس الأعلى للطرق الصوفية رفضه وإدانته لتنظيم المليونية، قال أبوالعزائم: «التنظيم لا يحتاج المجلس الأعلى ولا المشيخة العامة للطرق الصوفية، وأتباع الطريقة العزمية والطريقة الشبراوية سيملأون الميدان إلى جانب الحركات والائتلافات والقوى السياسة الأخرى». وقال الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق للجمعية الوطنية للتغيير، إن المشاورات التى استمرت لأكثر من 3 ساعات، وحضرها عدد من ممثلى القوى السياسية تطرقت إلى حق التظاهر السلمى، وأن شرف أكد أن الحكومة لا تعترض على ذلك من حيث المبدأ، فيما أبدى تخوفه من حدوث مناوشات، وأضاف: «شرف كان متخوفا من الاعتصام، لكننا تعهدنا له بعدم تنظيم اى اعتصامات أخرى، وعلى سلمية التظاهر».