أعلن عدد من القوى السياسية رفضها لمقترح على السلمى، نائب رئيس الوزراء، تنظيم مليونية «فى حب مصر» الجمعة المقبلة فى مجلس الشعب، مؤكدين اصرارهم على تنظيمها بميدان التحرير، وعدم نقلها إلى أى مكان آخر، واصفين المسيرات السلمية بأنها «السلاح القوى للثوار». وقال أحمد بهاء الدين شعبان، عضو الجمعية الوطنية للتغيير: «رفضنا اقتراح شرف خلال لقائه بعدد من رموز القوى والأحزاب الداعية للاحتفالية، أمس الأول، بتنظيمها فى مجلس الشعب»، مشددا على إصرارهم تنظيم المليونية فى ميدان التحرير بوصفه «رمزا للثورة المصرية». واستعرض شعبان أسباب تنظيم المليونية قائلا: «نرغب فى استعادة روح ثورة 25 يناير لمحو التأثيرات السلبية التى خلفتها مليونية 29 يوليو، حيث رفع المشاركون فيها شعارات شاذة وصورا لبن لادن وتنظيم القاعدة مما أوحى للعالم بأن الثورة اختطفت من قبل قوى معينة»، مؤكدا ضرورة مشاركة كافة القوى والأحزاب السياسية للتعبير عن الوجة الحقيقى لمصر. ومن جانبه، أكد أحمد دراج، عضو بالجمعية، أن الاجتماع بشرف لم يكن حول تنظيم المليونية من عدمه، ولكن ل«الاتفاق على آليات لمنع أى مواجهات صدامية محتملة مع قوات الشرطة العسكرية والأجهزة الأمنية والمتظاهرين»، مشيرا إلى احتمالية مشاركة «شرف» فى الإفطار الجماعى، مؤكدا أنه لم يحسم موقفه بعد. وتابع: «المشاركون فى الاجتماع أكدوا لرئيس الوزراء رفضهم الاعتصام فى الميدان، وأنهم سيكتفون بتنظيم إفطار جماعى فى الميدان، تعقبه تلاوات قرآنية وترانيم قبطية، على أن يتم إخلاء الميدان فى الساعة 12 مساء»، وفسر دراج المساعى التى يبذلها مجلس الوزراء لنقل المليونية إلى تخوفهم بأن يتحول الميدان ل«حلبة صراع وتناحر بين القوى والأحزاب المتنافسة». وأبدى حمادة الكاشف، عضو اتحاد شباب الثورة، رفضه لطرح بدائل للمليونيات السلمية، وأن الحلقات النقاشية للقوى السياسية فى مجلس الشعب، بحسب رأيه، «لا يمكن أن تحل بديلا عن المليونيات بسبب اختلاف مهمة كل منهما»، مؤكدا أن الثانية تعد «السلاح الأقوى للثوار». وقال: «المليونية المقبلة لا تهدف إلى اختلاق صدامات مع المجلس العسكرى، بل هى عبارة عن احتفالية بمحاكمة مبارك وانتصارات أكتوبر، والتأكيد على مطالب الثورة»، فيما اعتبرها «المليونية الأخيرة فى شهر رمضان». ووصف أمين إسكندر، وكيل مؤسسى حزب الكرامة، اقتراح على السلمى بإيجاد بديل للمليونيات بأنه «محاولة بائسة هدفها تعليق ثورة الجماهير الغاضبة»، مؤكدا حق المصريين فى التظاهر بميدان التحرير فى أى وقت، وأنه وسيلة الضغط الوحيدة والفعالة لتحقيق باقى مطالب الثورة، بحسب قوله، وقال إن الجمعة المقبلة ستكشف حجم الحركة الصوفية وقوتها فى مصر، مشيرا إلى الحاجة إلى دولة مدنية لا تتصادم مع المرجعيات الدينية فى المجتمع. واتفق حسين منصور، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، مع إسكندر فى تأييده لاستمرار المليونيات كوسيلة مشروعة لتحقيق باقى مطالب الثورة، مضيفا: «الثورة كائن حى يتحرك ويثور بناء على الإرادة الجماعية لأبناء الوطن التى لا يستطيع أحد إيقافها»، ورأى منصور أن مليونية فى حب مصر يهدف بها توجيه رسالة تسامح إلى من لا يعرفون التسامح.