اعتبر معهد بحثى أمريكى شهير أن محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ربما تعنى نهاية الثورة المصرية، فى إشارة إلى أن مطلب محاكمته كان الدافع الأقوى لحشد المتظاهرين فى الميادين مؤخرا. وقال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فى تقرير له إن المتظاهرين أصبحوا « محاصرين الآن» فمبارك كان الهدف الاكبر لعملية التعبئة الشعبية، وهو الآن أمام العدالة، بينما بدأ صبر الناس ينفد من المظاهرات. ورأى المعهد أنه إذا لم تتم ادانة مبارك فإن ذلك سيكون مبررا سهلا للعودة مرة اخرى إلى الشوارع، لكن القليلين هم من يتوقعون عدم ادانة مبارك. ومن الناحية النظرية، فإن الطريق الوحيد امام المتظاهرين هو تغيير التكتيكات، فبحسب أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد، فإنه على الشباب أن يتعلم كيف يؤسس أحزابا سياسية ومنظمات مجتمع مدنى، وبالتالى سيكون لديهم تأثير دائم. لكن المعهد أشار أيضا إلى مخاوف من أن البعد عن المظاهرات والاتجاه نحو العملية السياسية قد يؤدى إلى الفشل، حيث يشك الكثيرون من الشباب فى أن تدار الانتخابات بطريقة نزيهة. وقال المعهد إنه على الرغم من أن القوى الليبرالية تحاول الحشد لمظاهرات يوم 12 أغسطس لدعم الدولة المدنية، ردا على مظاهرات القوى الاسلامية، فان اجواء الصيام وحرارة الصيف بالإضافة إلى الإجهاد ستعقد من الجهود لبث الروح مرة أخرى فى الجماهير. وعلاوة على ذلك، فإن محاكمة مبارك ستستنفد ما تبقى من أوكسجين فى الثورة المصرية. إلى ذلك، ما زالت صور الرئيس المخلوع داخل القفص تلقى بتداعياتها على الساحة الإسرائيلية، فقد شن خبير إسرائيلى هجوما عنيفا على الولاياتالمتحدة بسبب موقفها المخزى، على حد تعبيره، من مبارك. ففى مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قال الخبير فى الشئون الأمريكية والمحاضر فى جامعة تل أبيب، إيتان جلبواع، إن صور محاكمة مبارك ستؤثر سلبا على علاقات واشنطن مع قادة العالم العربى الذين يدركون الآن أن القوة الغربية العظمى لن تتمكن من إنقاذهم من مصير مماثل فى حال تصاعدت الاحتجاجات فى بلادهم. وأضاف قائلا: «إذا كنت ترمى صديقا مثل مبارك، فإن ذلك يعنى أنه لا يمكن الاعتماد عليك»، معتبرا أن قوة واشنطن باتت ضعيفة فى المنطقة، وأن المصريين، رغم أنهم يتلقون معونات اقتصادية بقيمة 1.2 مليار دولار، إلا أنهم خرجوا من بيت الطاعة الأمريكية». علاوة على ذلك، شدد جلبواع على أن تآكل قوة واشنطن فى الشرق الأوسط، سيؤدى بطبيعة الحال إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية، ما يعرض اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة للخطر.