خصصت الصحافة البريطانية تغطية واسعة لزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لكل من مصر والسعودية، خاصة خطابه إلى العالم الإسلامى من جامعة القاهرة. وتنوعت التغطية للزيارة التى وصفتها مراسلة صحيفة فينانشال تايمز البريطانية فى الرياض عبير علام بأنها زيارة تاريخية للمنطقة، من تقارير المراسلين ومقالات الرأى إضافة إلى عدد من التحقيقات الصحفية مع شخصيات عربية. رصدت صحيفة تايمز البريطانية تهديدات أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة للرئيس الأمريكى، بعد ساعات قليلة على وصوله العاصمة السعودية الرياض، فى بداية زيارة وصفتها تايمز بأنها معلم مميز فى تاريخ العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامى والمنطقة العربية. وذكرت تايمز أن بن لادن شن هجوما لاذعا على أوباما متهما إياه ب«استعداء المسلمين»، وتأجيج الكراهية بينهم للولايات المتحدة مع دعمه العمليات العسكرية التى يقوم بها الجيش الباكستانى ضد طالبان باكستان فى وادى سوات. يذكر أن معارك وادى سوات أسفرت عن تشريد ما يقارب مليونا شخص بحسب تقديرات المنظمات الدولية العاملة تحت مظلة الأممالمتحدة. ويعد هذا الشريط الذى أذيع على قناة الجزيرة القطرية هو ثالث ظهور لزعيم القاعدة الذى يعتقد على نطاق واسع أنه مختبئ فى المناطق الجبلية بين باكستانوأفغانستان، منذ بداية هذا العام، لكنه التسجيل الأول الذى يستخدم فيه بن لادن عبارات التهديد ضد الرئيس الأمريكى. وتضيف تايمز أن آخر تسجيل ظهر فيه بن لادن كان فى مارس الماضى حيث لم ينتقد أوباما وإنما اكتفى بالقول بإنه يحمل «تركة ثقيلة»، لكنه فى التسجيل الأخير وصف أوباما بأنه يسير على خطى سلفه جورج بوش الابن. وهو ما التقطه المعلق البريطانى الشهير روبرت فيسك فى مقاله المنشور فى صحيفة الإندبندنت البريطانية بعنوان «هل تفتقد القاعدة بوش؟»، حيث لاحظ تحذير أوباما العالم من عدم توقع الكثير من محاولته «إطلاق حوار أفضل» مع العالم الإسلامى. ويرى فيسك أن الرئيس الأمريكى «زرع بذور الكراهية» تجاه بلاده عندما دعم عمليات الجيش الباكستانى فى وادى سوات، لكنه بحسب فيسك بدأ يزعج بن لادن بسبب ما أسماه التحسن الطفيف فى علاقات واشنطن بالعالم الإسلامى، مرجعا ذلك إلى ضربة الحظ التى ساعدت أوباما على «ترويض» الطموحات الاستيطانية الإسرائيلية. ويرصد فيسك فى مقاله (وهو ضمن عدد من المقالات التى خصصها لمتابعة زيارة أوباما للمنطقة والتعليق عليها) تعاطى الرئيس الأمريكى مع قضايا العالم الإسلامى حيث أغضبت تصريحاته الإسرائيليين بسبب دعمه لقيام دولة فلسطينية، لكنه ما زال يرسل المزيد من جنوده إلى أفغانستان ليقاتلوا ضد القاعدة وطالبان. ولم تغفل التغطية الصحفية البريطانية المطالب العربية (السعودية والمصرية) حيث رأت الإندبندنت أن السعوديين يأملون أن يضغط أوباما على الإسرائيليين، لبدء عملية سلام جادة. من المعروف أن الملك عبدالله كان قد تقدم إلى القمة العربية فى بيروت 2005 بمبادرة سلام، تقوم على التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل مقابل سلام عادل وشامل، أقرتها القمة العربية بالإجماع لتسمى بعدها «المبادرة العربية». بينما أوردت تايمز تطلعات المصريين من الزيارة الأولى للرئيس الأمريكى لبلادهم، واختيار عاصمتهم منبرا لمخاطبة العالم الإسلامى من أقدم جامعة حديثة، حيث نشرت تايمز تحقيقا لمراسلها جيمس هايدر من القاهرة تحت عنوان «المصريون يأملون فى انهاء عقد كامل من عدم الثقة». ونقلت الصحيفة عن عدد من المصريين حرصهم على الاستماع إلى خطاب أوباما حيث نقلت عن هيثم القاضى (21عاما) طالب جامعى قوله «اعتقد أنه من المهم للشعب المصرى أن يأتى الرئيس الأمريكى إلى مصر بدلا من أن يخاطب المسلمين من البيت الأبيض». وتابعت الصحيفة عن عماد جاد الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية «إذا أراد أوباما أن يردم الهوة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى عليه أن يتحدث بايجابية عن الإسلام» ويضيف جاد «عليه أن يعرف العقلية العربية التى وضعت كل اللوم على إدارة الرئيس السابق بوش، فى حين ترى أوباما رئيسا جديدا يمتلك رؤية إيجابية عن المنطقة».