انطلق الصاروخ أطلس 5 غير المأهول من محطة كيب كنافيرال الجوية، أمس الجمعة، حاملا كشافا آليا إلى كوكب المشترى، للبحث في تفاصيل عن كيفية تكون النظام الشمسي. وانطلق الصاروخ الذي يحمل مركبة الفضاء جونو التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في الساعة 1625 بتوقيت جرينتش، في أول خطوة في رحلة تستغرق خمسة أعوام وتقطع مسافة 716 مليون كيلو مترا إلى أكبر كواكب المجموعة الشمسية. وجرى تأجيل عملية الإطلاق نحو ساعة، قامت خلالها يونايتد لونش ألاينس، وهي شركة مشتركة بين بوينج ولوكهيد مارتن تقوم ببناء وتشغيل صواريخ أطلس ودلتا لصالح (ناسا) علاوة على زبائن عسكريين وتجاريين، بإصلاح مشكلة فنية في معدات الدعم الأرضي التي تتولى تطهير الهليوم لتهيئة الصاروخ. وفور وصوله المتوقع في يوليو تموز 2016 سيقضي جونو عاما في مدار قطبي لم يستكشف من قبل حول الكوكب الضخم لقياس ما يحويه من مياه ومجالاته المغناطيسية، وللبحث عن مؤشرات احتوائه على قلب صلب. ويعتقد أن المشترى الذي يبلغ كتلته أكثر من ضعفي كتلة جميع الكواكب الأخرى بالمجموعة الشمسية مجتمعة يحمل الجزء الرئيسي في حل لغز كيفية تشكل الكواكب قبل نحو 4.65 مليار سنة من الغاز والغبار الذي انتشر بعد ميلاد الشمس. وستساعد قياسات الكشاف العلماء في التمييز بين نظريات طرحت بشأن شكل النظام الشمسي في مراحله الأولى، وكيف خلق المشترى الذي يعتقد أنه أول كوكب تشكل بالمجموعة. وبعد قيام (ناسا) بإحالة أسطول مركبات الفضاء للتقاعد، فإنه من المحتمل أن تحول إدارة الطيران والفضاء الأمريكية تركيزها الآن إلى أجهزة المسبار الآلية، وقد حققت المراصد قفزات كبيرة باتجاه فهم الكون. ومهمة جونو هي الثانية في برنامج الحدود الجديدة (نيو فرونتيرس) منخفض التكلفة التابع لناسا، ويتولى قيادته مجموعة من العلماء وقد أنجز في الفترة المحددة له وفي إطار ميزانيته المخصصة له البالغة 1.1 مليار دولار.