بعد أربعة أيام من أعمال العنف التى يمارسها النظام السوري ضد المحتجين، دونما رد فعل حقيقي من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاول بلاك هانشيل مدير التحرير بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تفسير موقف إدارة أوباما "المتحفظ" إزاء الوضع فى السوري. ففي مقال كتبه خصيصًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، ألمح هانشيل إلى أن "الهجمات الوحشية والدامية" التي تشهدها سوريا في الآونة الأخيرة تجعل العديد من النقاد الأمريكيين يتدربون لتوجيه سهام أقلامهم صوب الرئيس أوباما وإدارته على أدائهما الذى وصفه ب"الشلل". وأوضح الكاتب أن من أبرز الأسباب وراء موقف إدارة أوباما المتحفظ هو أن "الولاياتالمتحدة لا يهمها بقاء الرئيس السوري بشار الأسد من عدمه"، وإنما هو خيار للشعب السوري وحده. وأضاف أنه "في حال عدم التمكن من معرفة موقف الأغلبية من تغيير النظام، فليس من الحكمة إعلان عدم شرعية نظام الأسد ورفض الحوار مع الحكومة، بل من الحماقة القيام بذلك دون إعلان جموع الشعب في أنحاء البلاد بكثافة معارضتها للنظام الحاكم. ولفت هانشيل إلى أن هناك سبب آخر وراء هذا الموقف، وهو أن المعارضة السورية تعيش في حالة من الفوضى والتخبط في الوقت الراهن، حيث بات من الصعب أن تجتمع جميع جبهات المعارضة على أجندة واحدة. وأخيرًا أقر الكاتب بأن هناك شيء من الدعم داخل الولاياتالمتحدة للقيام بمغامرة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه أشار إلى أن مشاركة أوباما كل من بريطانيا وفرنسا والجامعة العربية دعواتهم للتدخل عسكريًا في ليبيا كانت "على مضض"، ولم ينضم إليهم إلا بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العقيد الليبي معمر القذافي ينتوي فتح أبواب جهنم على المدنيين في بنغازي. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قد قال في وقت سابق -خلال الموجز اليومي للبيت الأبيض- إن سوريا ستكون أفضل حالاً دون الأسد، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض يبحث عن سبل لزيادة الضغط على الحكومة السورية لوضع نهاية للعنف ضد المدنيين وإلقاء اللوم مباشرة على الرئيس الأسد.