أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن أمام إدارة الرئيس أوباما فرصة كبيرة الآن لدعم الإنتفاضة السورية بقوة وحماس ضد واحدة من خصوم أميركا الأكثر تصميما على الأفعال الوحشية – حسب وصف المجلة - في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت المجلة في مقال كتبه ستيفن هيدمان إلى أن إدارة الرئيس أوباما تبدو رافضة لإنتهاز الفرصة وإتخاذ موقف مؤيد للمحتجين. وأضافت المجلة أن موقف المسئولين الأمريكيين تجاه مشهد الإحتجاجات الجماهيرية والعنف الذي يمارسه النظام يتسم بقدر من عدم الحسم. وأشارت فورين بوليسي إلى أن العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه لم يؤد حتى الآن إلى تحول في سياسة واشنطن تجاهها، مضيفة أن الملحوظ بشدة ازدواجية الإدارة حول ما يجب فعله مع دمشق. ونظرا للمخاطر التي ينطوي عليها الحذر من اتخاذ موقف حاسم تجاه سوريا فإن هذه الحالة لا تحظي بقبول البعض في واشنطن الذين يرون أن هذا المشهد الأمريكي الحذر غير لائق كما يؤكدون بأنه عاجلا وليس آجلا ستعلن واشنطن عن موقفها الحاسم من سوريا . وأوضحت المجلة أن معظم المراقبين يرون بأن سوريا لا تزال في الملعب وأن أمام النظام السوري الكثير ليفعله حيث لا يزال انهيار النظام السوري بعيد المنال علي عكس ما يراه البعض. وأضافت: إلا أنه من المؤكد أن نظام بشار الأسد يواجه تحديات غير مسبوقة وغير متوقعة في تصديه للمتظاهرين السلميين المطالبين بالتغيير السياسي . وأشار المراقبون إلى أن تلك المظاهرات التي تجتاح سوريا بدأت بمسيرات للمواطنين في الشوارع داعين في البداية لبعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية ولكن رد النظام جاء عنيفا حيث استخدم القوة وقتل العشرات من المتظاهرين العزل مما أدى إلي حشد أعداد متزايدة من السوريين للمشاركة في احتجاجات واسعة. وأشارت المجلة إلى أنه من الواضح أن النظام السوري لم يبد حتى الآن أي نوع من المحاولة للتلاقي مع مطالب الجماهير والإستفادة من التجارب السابقة في الدول العربية سواء في تونس ومصر واليمن والبحرين.
