اقتحم ستة ملثمين مستشفى العريش العام فى شمال سيناء، مساء أمس الأول، بالأسلحة الآلية، واختطفوا جثة فلسطينى كان لقى مصرعه خلال الاشتباكات الأخيرة بين عناصر مسلحة وقوات من الجيش والشرطة الجمعة الماضية. وقال شهود عيان إن المسلحين حضروا بسيارة دفع رباعى لا تحمل لوحات معدنية، ودخلوا مستشفى العريش من الباب الخلفى، حتى وصلوا ساحة المستشفى، ثم أشهروا أسلحتهم أمام المشرحة، وأجبروا العمال على فتحها، قبل أن يختطفوا جثة الفلسطينى القتيل، ويضعوها فى الصندوق الخلفى للسيارة، ثم يهربون. وأكد عمال المشرحة فى المحصر الذى تحرر بالواقعة ومنهم علاء محمد السيد، 50 عاما، ومحمد عبدالله إبراهيم، 30 عاما، أن المسلحين الستة اختطفوا جثة الشاب الفلسطينى علاء أحمد المطرى. وفى شأن متصل، رصد الأهالى فى العريش وصول عشرات سيارات دفع رباعى مصفحة ضد الرصاص، ويعتقد أنها تابعة لقوات خاصة من شارع البحر باتجاه مديرية أمن شمال سيناء. يأتى ذلك بعد الحديث عن تنفيذ خطة انتشار أمنى مكثف فى المحافظة خلال القريب العاجل، حسبما قال محافظ شمال سيناء. ووزع مجهولون بيانا فى مدينة العريش تحت عنوان «بيان من تنظيم القاعدة فى شبه جزيرة سيناء»، يدعو ل«المبادرة والإمارة الإسلامية». ويطالب بأن يكون «الدين الإسلامى المصدر الوحيد للتشريع، نهانا الله أن نشرك مع تشريعه تشريعات أخرى»، حسب البيان. واستعرض البيان آيات قرآنية، ليستدل بها على أن «الطواغيت فى كل مكان وزمان لا يظهرون الرضا عن الإسلام إلا إذا كان أعور أبكم أصم، النظام الفاسد والقوات المسلحة أقرا واعترفا بالاتفاقيات السابقة مع الكيان الصهيونى بما تحمله فى طياتها من معانٍ مرفوضة شرعا، وفى اتفاقية كامب ديفيد تنص على أن تظل سيناء خالية من السلاح». فى الوقت نفسه نفت قيادات الجماعة السلفية فى شمال سيناء أى صلة لها من قريب أو بعيد بعمليات العنف التى شهدتها مدينة العريش يوم الجمعة الماضى. وقال مصطفى عزام الناشط السياسى بالجماعة إن المسيرة السلمية التى نظمتها الجماعة يوم الجمعة عقب الصلاة كانت سلمية مائة فى المائة، ولم يكن من بينهم من يحمل أى سلاح مطلقا، وأن دورها كان التعبير عن مطالب الثورة والمطالبة بتحقيق أهدافها أسوة بباقى فئات الشعب. وقد أكدت الجماعة السلفية فى بيان أصدرته تعقيبا على أحداث العريش أن حرمة المسلم عند الله أعظم من حرمة الكعبة المشرفة، وأنه لا يجوز بحال من الأحوال إهدار دم المسلم البرىء بأى صورة من الصور ولأى سبب من الأسباب.