على الرغم من التباين فى التوجهات والأهداف، فإن ميدان التحرير على موعد اليوم (الجمعة) مع حضور غير مسبوق، منذ «مليونية الرحيل» فى الحادى عشر من شهر فبراير الماضى، التى شهدت حضورا قياسيا من الثوار. مليونية اليوم التى اختلفت القوى السياسية على تسميتها، والأهداف المرجوة منها، حظيت بدعوات مكثفة على مدى الأيام الماضية، ما ينبئ بإقبال غير مسبوق، استعد له الميدان «أمنيا»، باتفاق على تكوين «6 دوريات تتكون الدورية الواحدة من 36 فردا ترشحهم القوى المشاركة فى المليونية، يتوزعون على بوابات ومداخل الميدان لحمايته، كما سيتم تشكيل لجان داخلية لفض المنازعات أو الاشتباكات التى قد تحدث داخل الميدان» حسبما أفاد محمود يوسف، عضو اتحاد القوى الوطنية. وقال عمرو مرسى، مسئول العمل الجماهيرى لحركة 6 أبريل، ل«الشروق» إنه: «تم الاتفاق مع عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية والسلفيين والائتلاف الإسلامى الحر لتأمين مداخل ومخارج الميدان وعمل لجان للحفاظ على الأمن الداخلى للميدان للحفاظ على سلمية المظاهرات». فيما أعلن أطباء المستشفى الميدانى فى الميدان، حالة الطوارئ، وزودوا المستشفى بالأدوية والمستلزمات الطبية تحسبا لوقوع أى إصابات نتيجة لارتفاع درجة الحرارة أو حدوث اشتباكات بين المتظاهرين. على الصعيد نفسه، أصدرت 38 حركة و حزبا سياسيا و ائتلافات شبابية بيانًا مشتركا تحت شعار «المصريون يد واحدة لاستكمال أهداف الثورة»، داعيين المتظاهرين إلى «الحفاظ على سلمية المليونية، من أجل تحقيق أهداف الثورة وتجنب رفع شعارات خلافية أو مطالب فئوية مع التأكيد على وحدة صف القوى السياسية لاستكمال أهداف الثورة». وفى الوقت الذى طرحت فيه فكرة تعليق اعتصام التحرير من جانب بعض القوى السياسية مثل الجمعية الوطنية للتغيير، أكد اتحاد شباب الثورة، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية استمرارهما فى الاعتصام لحين تحقيق مطالب الثورة. على العكس من ذلك ناشدت جماعة الإخوان المسلمين ومعها «القوى الإسلامية» المعتصمين فى ميدان التحرير فضَّ اعتصامهم: «حتى تعود الحياة إلى طبيعتها». مضيفة فى بيان نشر على موقعها الإلكترونى، أمس، أنها «قررت مع القوى الإسلامية التظاهر السلمى وعدم الاحتكاك بالمخالفين فى الرأى، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم الاعتصام». ونفى محمود غزلان، المتحدث الإعلامى للجماعة «وجود أى نية لصدام مع أى من القوى السياسية والحركات الاحتجاجية والسياسية فى مليونية، اليوم»، وقال: «لن نحتك بأحد، وليس فى نيتنا طرد المعتصمين من ميدان التحرير، لأنه مش ميدان أبونا». فى الوقت نفسه هددت الجماعة الاسلامية بالاعتصام فى الميدان «بدءا من اليوم وعلى مدار شهر رمضان» إذا لم يعلن المجلس العسكرى «التخلى عن فكرة وثيقة المبادئ فوق الدستورية».