ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن المكاسب الباكستانية التى كانت قد أحرزتها من وراء تلبيتها للمطالب الأمريكية بدفع الميلشيات بعيدًا عن الحدود الجبلية الباكستانية المتاخمة لأفغانستان باتت مهددة الآن بسبب هجمات طالبان. ووفقًا لما ذكرته الصحيفة على موقعها الإلكترونى فى سياق رصدها للوضع الراهن على الحدود الباكستانية الأفغانية بعد ستة أشهر من بدء قوات منظمة حلف شمال الأطلنطى (ناتو) العاملة في أفغانستان عملية خفض قوات من إقليم كونار بالشرق الأفغاني أن هناك سلسلة من غارات عبر الحدود من جانب طالبان قادمة من الأراضي الأفغانية التي من شأنها تهديد مكاسب الجيش الباكستاني التي مازالت في مراحلها التجريبية. وأشارت الصحيفة بالتحديد إلى منطقة باجور القبلية الباكستانية حيث بدأت عملية للجيش الباكستاني عام 2009 التي طهرت المنطقة من معظم الميليشيات، ومن ثم يعتبر مقيمون بالمنطقة ومسئولون أن الغارات التي تشنها طالبان حاليًا تهدد السلام التجريبي وسط تنفيذ القوات الأمريكية انسحابًا مرحليًا من المنطقة قبيل عام 2014. من جانبهم، يتوقع محللون عودة قبضة العنف - الذي أحكم قبضته في وقت ما على المناطق الحدودية المتفجرة - على نحو أكثر. ويقول شاها بوديسن خان زعيم جماعة "سالارضاي لاشكار" القبلية التي فقدت أكثر من 140 من شيوخها على أيدي هجمات طالبان "ينبغي على حكومتي الدولتين التوصل إلى أسلوب أو وسيلة لوقف تلك الاعتداءات حتى يتوقف مشهد الجثث المتناثرة بالمنطقة". ولفتت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إلى أن اعتداءات طالبان على باكستان أدت إلى إثارة حرب كلمات جديدة بين الدولتين الجارتين اللتين لديهما تاريخًا طويلاً من فقدان الثقة كل منهما في الأخرى. ووصف أحد كبار قادة الجيش الباكستاني - الذي طلب عدم الكشف عن هويته بوصفه غير مفوض بالتحدث إلى أجهزة الإعلام - في تصريح للصحيفة الأمريكية الغزاة بأنهم يتمتعون بتدريب وتجهيز جيد ويمكنهم في بعض الأوقات إطلاق 4 آلاف طلقة ذخيرة في غارة تستغرق فترة تتراوح من ساعة إلى ساعتين، متسائلاً في تعجب عن ماهية المصادر التي تمولهم والجهات التي تزودهم بالسلاح. وأضاف لا بد وأنها أيد أجنبية، لافتًا بالرغم من ذلك إلى مايتردد بشأن أن الحكومة الأفغانية هى مصدر الدعم وإن كانت لم تتوفر أدلة على صحة هذا الاحتمال في الوقت الذي ادعى فيه محللون مستقلون أن طالبان تتلقى تمويلاً خارجيًا خاصة من جانب الولاياتالمتحدة أو الهند الذي من شأنه دفع القوات الباكستانية إلى خوض معارك هم في غنى عنها.