«كيف يحكم علىّ الدكتور محمد عبدالمقصود بأننى لست متخصصا أو أثريا، فأنا حاصل على ليسانس آثار ودكتوراه فى الترميم والعديد من الشهادات المتخصصة فى الآثار»، عبارة علق بها الدكتور عبد الفتاح البنا الذى كان مرشحا لتولى منصب وزير الدولة لشئون الآثار، بعد محاولات د. عبد المقصود الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذى قاد حملة ضد ترشيح البنا بحجة أنه ليس من الأثريين. انتهى الموضوع بالتراجع عن ترشيح البنا الذى أكد عبر مداخلة هاتفية مع برنامج «بلدنا بالمصرى» مساء أمس الأول أن الفساد مازال موجودا فى وزارة الآثار بدرجة كبيرة، مشيرا إلى أنه حينما تم ترشيحه لهذا المنصب، وافق فى البداية نظرا لحبه لمصر. واستنكر عبد الفتاح تظاهر بعض العاملين بالوزارة ضد تعيينه، مشيرا إلى أن عددهم لا يزيد على 25 شخصا أغلبهم من مؤيدى الوزير السابق زاهى حواس. ومن جانبه، أكد د. عبد المقصود فى تصريح ل «الشروق» أن ما يحدث لوزارة الآثار عبارة عن مطامع فى المنصب، قائلا: «لا يعقل أن يجمع أستاذ جامعى مجموعة من الطلبة بدعم من بعض الجهات الدينية للمطالبة بأن يكون وزيرا للآثار، وذلك أمام مبنى مجلس الوزراء، وليس من المعقول أن يصبح كل من يحارب الفساد وزيرا». وأضاف د. عبد المقصود أن دراسة الترميم لا تعطى الحق للبنا أن يكون وزيرا، ولا يجب الادعاء بأنه أستاذ آثار. وعن الأقاويل التى تتردد بأن د. عبد المقصود يقود هذه الحملة طمعا فى المنصب، قال: «لا أرغب فى مناصب، وكل الذين معى يدركون ذلك، وأنا أريد أن أعمل بأكبر قدر ممكن فى خدمة الآثار، وهذا لا يتحقق إذا توليت منصب الوزير الذى أمامه شهران أو ثلاثة على الأكثر ويرحل». واستطرد د. عبد المقصود، قائلا: «نحن لا نرشح أحدا للمنصب، بل نترك الأمر إلى د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، ولكن بشرط أن يكون الوزير دارسا لآثار مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية، وعمل فى هذا المجال». يذكر أن عبد الفتاح البنا، أستاذ الترميم بكلية الآثار، وحاصل على دكتوراه ترميم الآثار الحجرية من بولندا، قال أغلب الأثريين إنه الرجل «غير المناسب» للموقع، «فلا يمكن أن يرأس وزارة الآثار، شخص غير متخصص فى الآثار»، حسب محمد عبد المقصود، ورئاسة البنا الوزارة «زى مايكون واحد مهندس جاى يتكلم فى الآثار». البنا الذى حصد 29 تعليقا فى صالحه، على أحد المقالات التى تحدثت عن تاريخه، واعتبره محمد فولى، أحد تلاميذه فى كلية الآثار، «مثالا لمقاومة الفساد، وأول واحد فى كلية آثار نشر كتبه على الإنترنت»، يراه بعض الأكاديميين فى كلية الآثار جامعة القاهرة، «غير مناسب لأسباب مهنية وغير مهنية». أما عميد كلية الآثار السابق علاء شاهين فقال إنه لا يعرف «سببا وجيها لترشيحه، ومش عارف اترشح ليه؟». شاهين ، وكان مرشحا سابقا أمام زاهى حواس، فى التعديل الوزارى السابق، «لا يعرف أيضا لماذا تم استبعاده من حكومة شرف السابقة»، ويفضل أن يتحدث عن رأيه بشكل صريح عن البنا، «حتى لا تكون شهادتى مجروحة». وفى الوقت الذى تراجع مجلس الوزراء عن تكليف البنا بوزارة الآثار، دشن عدد من المرشدين السياحيين والأثريين بالإسكندرية حملة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك صفحة تحت عنوان « نعم للدكتور عبدالفتاح البنا وزيرا للآثار» وذلك «اعتراضا على ما يفعله فلول النظام السابق وبقاياه»، على حد وصفهم، من محاولات لإفشال حركة التغيير والقضاء على الفساد فى الحقل الأثرى، مطالبين بالنزول لأرض الميدان لإعلان الموافقة على د. البنا وزيرا ورفع لافتات تأييد له ومنها «الأثريون يريدون البنا».