واصل الملتقى الأول لشباب دول حوض النيل، الذي ينظمه المجلس القومي للشباب بالتعاون مع وزارة الخارجية، أعماله، يوم أمس الاثنين، باستعراض الروابط التاريخية بين مصر ودول حوض النيل، وأكد الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، في ندوة أدارها خلال الملتقى، اهتمام مصر المبكر بدول حوض النيل وتعزيز العلاقات بها، والتي بدأت منذ عهد الفراعنة ومستمرة حتى الآن. وركزت الندوة على دور التأثيرات الدينية والبشرية في تعزيز العلاقات مع دول حوض النيل من خلال دور كنيسة الإسكندرية في نشر الديانة المسيحية في إفريقيا بصفة عامة ودول الحوض بصفة خاصة، ودور الأزهر الشريف في نشر الإسلام، وتعميق العلاقات مع دول الحوض من خلال البعثات التعليمية التي كانت وما تزال تتوافد إلى جامعة الأزهر، ليتلقى الشباب الإفريقي العلوم الدينية والعلمية والتطبيقية بها، فضلا عن التعرف على الثقافة المصرية أثناء وجودهم بمصر. وأعرب عفيفي عن أمله في عودة مشروع "وحدة حوض النيل" مرة أخرى في شكل قائم على أساس الثقافة والتعاون والتنمية مع دول الحوض، وبشكل يستطيع أن يسمح بتنفيذ مشاريع تكاملية في مجالي الثقافة والاقتصاد، مؤكدا أنه يمكن حل أية مشكلات قد تقع بين دول حوض النيل من خلال التفاوض والنقاش حول هذه المشكلات، للوصول لحل مناسب لها، دون الإضرار بمصالح أية دولة من دول الحوض. وأكد المشاركون في الندوة أن الدبلوماسية الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية سيكون لهم الدور الأكبر في أي مفاوضات حول نهر النيل، كما أكدوا أن مصر تقوم حاليا بتسطير صفحات جديدة من العلاقات مع دول حوض النيل بعد ثورة 25 يناير، في سبيل استعادة ريادتها مرة أخرى في الدول الإفريقية بصفة عامة ودول الحوض بصفة خاصة.