عاد ثوار 25 يناير إلى الاعتصام مجددا فى ميدان سعد زغلول بمحطة الرمل بالإسكندرية، متضامنين مع مطالب ثورتهم واعتصام أسر الشهداء، الذى دخل يومه السابع على التوالى، وأعادوا إلى الأذهان أيام الثورة والحواجز الحديدية حول الخيام واللجان الشعبية لحماية المعتصمين، إثر مليونية «جمعة الإصرار.. مصر أولا» الناجحة التى تظاهر فيها قرابة نصف مليون سكندرى فى مسيرات انطلقت ما بين مسجد القائد إبراهيم وميدان المنشية مرورا بالعطارين والإبراهيمية، وميدان الساعة والدخيلة، وصولا إلى مقر الاعتصام. وفى ميدان محطة الرمل والذى يتوسطه تمثال سعد زغلول زعيم ثورة 1919، والى جوار نافورة المياه المعطلة، نُصبت خمس خيام كبيرة ومتوسطة الحجم لنشطاء القوى السياسية أبرزهم شباب 6 ابريل، وحملة دعم البرادعى، وحزب العدل، والمصريين الأحرار، والائتلاف المدنى الديمقراطى والذى يضم 26 حزبا وحركة سياسية واجتماعية ناشئة وانصرف آخرون للمبيت فى بيوتهم بعد مظاهرة الجمعة، متجهين إلى أعمالهم على أن يتناوبوا البقاء فى الميدان. وفى مدخل ميدان سعد زغلول المطل على طريق الكورنيش، حيث البوابة الرئيسية لدخول المعتصمين وخروجهم، أخذ أفراد اللجان الشعبية يفحصون هويات الراغبين فى دخول الميدان والاعتصام وتفتيشهم، بالإضافة إلى ثلاث بوابات أخرى فرعية يتولى مهام تأمينها شباب من المنتمين لقوى سياسية متعددة. وفى الركن الشرقى للميدان، نصب المعتصمون شاشة عرض كبيرة الحجم واستعانوا بجهاز «ريسيفر» لمتابعة ما يدور فى ميادين مصر من اعتصامات، وتركزت اغلب مشاهداتهم لقناتى «التحرير، والجزيرة مباشر مصر»، وفى المقابل حرص شباب 6 ابريل على توفير خدمات الانترنت «اللاسلكى» للمعتصمين ممن كان بحوزة بعضهم أجهزة حاسب «لاب توب» يتابعون خلالها ما يدور على موقع «فيس بوك». ولم يختلف الحال فى ميدان القائد إبراهيم حيث حديقة الخالدين التى اتخذتها أسر شهداء ومصابو جمعة الغضب بالإسكندرية مقرا لاعتصامهم لليوم السابع على التوالى، حيث كثف أفراد اللجان الشعبية وجودهم فى أول ليلة اعتصام بعد «جمعة الإصرار.. مصر أولا»، تحسبا لأى دخلاء عليهم خاصة مع الساعات المتأخرة من الليل. ومع الساعات الأولى من فجر أمس السبت، عقب انتصاف ليل جمعة الإصرار، وزعت اللجان الشعبية حواجز حديدية مزودة بأعلام مصر على جميع المداخل المؤدية لميدان سعد زغلول، والقائد إبراهيم، وحولوا سير السيارات على طريق الكورنيش بدءا من مسرح عبدالوهاب بالأزاريطة، حتى فندق «سيسل»، لتسلك السيارات طريق «الترام»، لتأمين المعتصمين من أى عناصر خارجة. وعلق حزب المصريين الأحرار لافتة أعلنوا فيها «التضامن الكامل مع أهالى الشهداء، وضرورة وقف المتهمين بقتل الثوار عن العمل والتحقيق معهم، ورفض محاكمة المدنيين عسكريا، وإجراء حوار مجتمعى وسياسى للتوافق على مجموعة من المبادئ الحاكمة للدستور القائم، وتأجيل الانتخابات البرلمانية، مطالبين بحكومة ثورية. وعلق حزب العدل لافتة تحذيرية كبيرة كتب عليها: «انتبه من فضلك الثورة ترجع إلى الخلف»، مرجعين أسباب ذلك إلى «التباطؤ فى محاكمات رموز الفساد، وعدم حل المشكلات الأمنية، وقصور التعامل مع الملف الاقتصادى، والتباطؤ فى استرداد ثروات مصر المنهوبة بالخارج»، وكانت أبرز الشعارات التى رفعتها اللافتات: «فوقى يا ثورة فوقى يا بلد.. حسين سالم بقى إسبانى، وبطرس غالى.. أمريكانى، ويا عينى يا مصر باعوكى تانى». من جانبها أصدرت حركة شباب 6 أبريل بالإسكندرية، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، بيانا «تحت شعار نموت قبل أن نفقد ما صنعناه»، أعلنت فيه دخول إسلام الحضرى، منسق الحركة بالمحافظة فى إضراب مفتوح عن الطعام، مرجعا سبب الإضراب إلى تجاهل المجلس العسكرى مطالب المعتصمين فى ميدان التحرير وميدان سعد زغلول بالإسكندرية، وباقى ميادين مصر، وإصراره على عدم تنفيذ المطالب الشعبية لثوار 25 يناير على حد تعبير البيان، ودعا «الحضرى» أعضاء الحركة بالمحافظة إلى الدخول فى إضراب جماعى عن الطعام ابتداء من بعد غد الثلاثاء حتى تنفيذ مطالب الثورة.