شهد ميدان القائد إبراهيم وسط الإسكندرية توافد آلاف المتظاهرين منذ فجر اليوم للمشاركة في فاعليات "جمعة الإصرار.. مصر أولا"، والتي دعت لها حركة "6 أبريل، والعدالة والحرية، وحشد، وحملة دعم البرادعي، وشارك فيها "ائتلاف شباب الثورة، وجماعة الإخوان المسلمين، وشباب الدعوة السلفية، والائتلاف المدني الديمقراطي، والأحزاب السياسية كافة، والقوى الوطنية، والمهنيين، وأساتذة الجامعات، وائتلاف شباب ماسبيرو، بالإضافة إلى أسر الشهداء والمصابين" ممن اعتصموا لليوم السادس على التوالي بمحطة الرمل. وجاءت خطبة الشيخ المحلاوي مغايره لما قاله في خطبة الجمعة الماضية من أن حق الشهيد عند الله، ومن واجبنا الآن النظر للبلاد، وأن مصر أولا، وأقر في خطبته اليوم أن من قتلوا بالميادين لم يكن بينهم وبين الضباط الذين قتلوهم أي شيء سوى أنهم كانوا يدافعون عن حقوقهم وعن حريتهم، مشيرا إلى أنه ليس بحق أحد أن يتنازل عن حق الشهداء، ولا حق دمائهم، لأن هذا حق أصيل للشعب المصري بأكمله، وليس حقا لأسرهم، وطالب المجلس العسكري ألا تتزعزع ثقة الشعب به. وتمكن أفراد اللجان الشعبية من ضبط 4 بلطجيه يحملون أسلحة بيضاء، خلال التظاهرات، والتي شوهد خلالها المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي وسط أنصاره، ولم يتأكد من حضور المستشار هشام البسطويسي من عدمه لكثافة الأعداد المشاركة، وشهدت التظاهرات هتافات ضد قانون المعاشات، فيما علق المتظاهرون دمية تمثل "مبارك" مقطوع الرأس بعد إعدامه، ورفعت لافتة كبري تطالب ب"حملة جمع التوقيعات لإسقاط الأحكام العسكرية عن الشيخ وجدي غنيم، وأخرى تطالب بمزيد من الحرية والحفاظ على مكتسبات الثورة. وعقب انتهاء صلاة الجمعة احتشد نصف مليون متظاهر مشكلين مسيرتين، الأولى: "انطلقت من القائد إبراهيم، مرورا بشارع بور سعيد وحتى منطقة الإبراهيمية ثم العودة عن طريق الكورنيش، وصولا لمقر الاعتصام بميدان سعد زغلول، والثانية من القائد إبراهيم مرورا بمحطة الرمل، ثم محطة مصر والعطارين وصولا لميدان المنشية ثم العودة إلى مقر الاعتصام بمحطة الرمل، حيث توافر الخدمات من المكان مثل محال المأكولات ودورات المياه مع تفتيش المارة ذاتيا بعد إبراز بطاقة الهوية. وهتف"الثورة أولا.. لا ده إخواني.. ولا قبطي.. ولا ليبرالي.. رجعوا أخلاق الميدان تاني، والقصاص.. القصاص.. أوعى تقول الثورة خلاص، ولازم حكمة القصاص"، و"ثورة كاملة يا إما بلاش نصف ثورة متنفعناش، وثورة أولا عدالة أولا ومصر أولا"، مؤكدين على أنهم ضد براءة وزراء الفساد، وخروج المتهمين بقتل المتظاهرين بكفالة، وضد ممارسات الداخلية، وضد المحاكمات العسكرية للمدنيين في الوقت الذي تحاكم مبارك ورموز فساده أمام محاكمة مدنيه. وانضم طلاب كلية الهندسة جامعة الإسكندرية في التظاهرات بمسيرة انطلقت من أمام الكلية مرورا بمكتبة الإسكندرية إلى مسجد القائد إبراهيم، وانضموا إلى مظاهرات جمعة الإصرار رافعين إعلام مصر ولافتات تطالب بمطالب الثورة المشروعة، والتي لم تحقق حتى الآن، مطالبين بحق الشهيد وعدم المساواة عليها. ودارت خطب جمعة اليوم بمساجد وزارة الأوقاف حول الدعوة إلى استقرار البلاد وتهدئة الأوضاع وتأجيل التظاهر وترك الحكومة الانتقالية تسير في نهجها لكشف الفساد ومعالجته، بالإضافة إلى العمل على عوده عجلة الإنتاج وتأجيل المطالب الفئوية، والتي تؤدي إلى انهيار الاقتصاد. وفي المقابل حث خطباء مساجد جماعة الإخوان المسلمين على حق التظاهر لتحقيق المطالب المشروعة، والتي تتباطأ الحكومة الحالية في تنفيذها، فضلا عن العمل على توضيح موقف الدين من التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق والواجبات المشروعة، فيما حث خطباء المساجد "السلفية" على حب الوطن والعمل على نهضته، وترك المطالب الفئوية، مع ضرورة المطالبة بالحقوق المشروعة بطريقة سلمية، لكن وقتها المناسب لتهدأ البلاد ويعود الاستقرار. وفي إطار الحشد للتظاهرات قام عشية "جمعة الإصرار" أعضاء "حملة دعم البرادعي وشباب 6 أبريل، ب40 جولة ميدانية على مستوي دوائر المحافظة "الإحدى عشر"، ووزعوا 100 ألف منشور، حثوا فيه المواطنين للمشاركة في تظاهرات "جمعة الإصرار.. مصر أولا"، وقاموا بخمس حملات إعلامية استخدمت فيها شاشات العرض بالميادين العامة في مناطق "المندره، والعوايد، والمنشية، ومينا البصل، وسيدي جابر"، لشرح وتوضيح أهم مطالب الثورة الرئيسية، وتم التنسيق مع بائعي الجرائد لتوزيع أكبر قدر ممكن من المنشورات داخل الصحف. وطرح المنشور الذي وزعته "حركة شباب 6 أبريل والحملة الشعبية لدعم البرادعي"، مطالب الثوار التي لم تتحقق في شكل تساؤلات، منها "لو مبارك خلاص اتحاكم على كل جرائمه متنزلش، ولو فلوسنا اللي اتسرقت 30 سنة رجعت.. متنزلش، ولو كل مصابي الثورة اتعالجوا وأخذوا حقهم.. متنزلش، ولو حريتك اللي اتسلبت منك خلاص أخذتها.. متنزلش، ولو كرامتك اللي أهدروها سنين رجعتلك.. متنزلش، ولو الشرطة رجعت تشتغل بجد وفى خدمتك.. متنزلش، ولو الإعلام الحكومي مبقاش يكذب عليك.. متنزلش، ولو البلطجية خلاص مبقوش في الشارع.. متنزلش، ولو الضباط اللي قتلوا أخوك أتحاكموا.. متنزلش، ولو مطالب ثورة 25 يناير كلها تحققت خلاص.. متنزلش"، ثم دلل المنشور بقول "أكيد إنت عارف إن كل ده محصلش وعشان كده الكل هينزل يعتصم تحت عنوان الإصرار على الثورة والحرية والسلمية. فيما وزعت جماعة الأخوان المسلمين عشرات الآلاف من المنشورات بأحياء الإسكندرية، ليلة "جمعة الإصرار"، وحملت عنوان "الثورة مستمرة.. جمعة الإصرار والتحدي"، دعت فيه المواطنين للمشاركة حفاظًا على الثورة من مكائد "فلول" أمن الدولة والنظام السابق، مشيرا إلى خمسة مطالب هي "حفظ دماء الشهداء من خلال سرعة محاكمة المتهمين من ضباط أمن الدولة سابقًا، ومبارك وأسرته، بالإضافة إلى المحاكمة العادلة لرموز الفساد مثل يوسف بطرس غالي وأنس الفقي، والمغربي، بالإضافة إلى مطالبة الجيش بتنفيذ تعهداته كافة، من المحاكمة العادلة للمفسدين، وتنفيذ خيار الشعب بإجراء الانتخابات في موعدها، وعزل عصام سالم محافظ الإسكندرية "عضو لجنة الأحزاب الفاسدة". شارك فى الاعداد: عصام عامر وأحمد محروس ومصطفي فتحي ومروة مرسي وأحمد بدراوي ودينا مصباح
