التاريخ يكتب الأن يا سيادة المشير وعندما نقلب صفحات التاريخ نجد أمامنا صفحتان صفحة ناصعة البياض تسجل المواقف المشرفة والمخلصة للوطن وتسطر الأمجاد لتترك ميراثاً عظيماً لصاحب تلك المواقف يفتخر بة الأبناء والأحفاد وصفحة أخرى سوداء لمن خانوا الوطن وأفسدوة ونهبوة وتركوا ورائهم حملاً ثقيلاً وعاراً مشيناً لأبنائهم وأحفادهم. يا سيادة المشير لم ولن يستطيع أحد أن ينكر دورك أنت ورفقائك من رجال المجلس الاعلى للقوات المسلحة فى حماية الثورة والحفاظ عليها والإنحياز لها وعدم الإنصياع لأوامر الرئيس المخلوع بضرب الثوار وهذا رصيد لديكم عندنا وسيكتب فى صفحات تاريخ مصر ناصعة البياض. ومنذ لحظة نزولكم إلى الشارع أثناء الثورة راهن الشعب عليكم وعلى وطنيتكم وهو ما ظهر فى إستقبال الثوار لكم وكنتم عند حسن ظننا بكم وحسن الظن هذا هو ما دفعنى لكتابة رسالتى إليكم فهناك العديد من التساؤلات والإتهامات والمطالب التى تثار داخل الشارع المصرى وتستلزم توضيحا قاطعا لإزالة أى لبس وسرعة لتحقيق المطالب ومنها. أولاً لماذا هذا البطء الرهيب فى محاكمة الرئيس المخلوع ورجالة قاتلى شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن والذين أفسدوا البلاد ونهبوا ثرواتها وأذلوا شعبها وأفقدوها ريادتها وجعلوها فى ذيل الأمم. ثانياً ما هو السبب الحقيقى لعدم تحقيق الأمن داخل الشارع المصرى وترك البلطجية ومثيرى الفتن يمرحون فى البلاد مهددين سلامته رغم ثقتنا بقدرتكم على حماية الأمن الداخلى كما تحمون أمننا الخارجى ولا يقول أحد أن الامن الداخلى ليس دوركم فأنتم من تحكمون البلاد الان وبيدكم إتخاذ القرارات التى تحمى امن البلاد. ثالثاً لماذا الإصرار على بقاء نائب رئيس الوزراء وبعض الوزراء الذين أثبتوا فشلهم بإعتراف عصام شرف نفسة رغم أن الظروف التى تمر بها البلاد لا تتحمل ذلك وما أحوجنا إلى حكومة ثورية تكن لديها رؤية واضحة تجمع بين الحزم والقدرة على الإقناع و التعامل بشفافية معنا. رابعاً لماذا الإصرار على إجراء الإنتخابات البرلمانية فى شهر سبتمبر رغم أن كل الظروف المحيطة غير مؤهله لذلك ونحن نطلب فقط تأجيل الإنتخابات بضعة أشهر حتى تتمكن الأحزاب الجديدة من إلتقاط الأنفاس بعد التأسيس وتعلن عن تواجدها فى الشارع. وأن يتم تشكيل لجنة وطنية لتحديد الخطوط العريضة للدستور الجديد مع إلزام اللجنة التى سيختارها مجلس الشعب لوضع الدستور الجديد بهذه الخطوط العامة وعدم الخروج عنها حتى يطمئن من يطالبون بالدستور أولا بعدم إستئثار فئة معينة بوضع دستور وفقا لأهوائهم. خامساً نطالب بإنشاء جهاذ مستقل لمكافحة الفساد غير تابع لأى جهة تنفيذية لضمان القضاء على أى وجه للفساد فى كل بقاع الوطن فكما تعلمون أن النظام السابق قد أرسى مبادىء لمؤسسة الفساد فى كل مكان وهؤلاء يجب إقتلاعهم ومحاربتهم. سادساً إستخدام كل السبل والوسائل الممكنة لإسترداد الامول المنهوبة المهربة بالخارج مع العلم أننا لن نستطيع إستردادها إلا بعد إدانة ناهبيها والحكم عليهم وإستعادة الأراضى التى تم الإستيلاء عليها بأبخس الأتمان فهذا حق للشعب و لابد أن يعود لاصحابة. سابعاً سرعة إصدار قانون السلطة القضائية بما يتيح الإستقلال التام للقضاء عن سلطة وزير العدل وأن يتبع جهاذ التفتيش القضائى لمجلس القضاء الأعلى وأن يكون منصب النائب العام بالإنتخاب وليس بالتعين وأعتقد أن صدور قانون إستقلال القضاء سيكون من أهم إنجازات المجلس العسكرى. ثامناً لابد من إجراء حوار حقيقى مع كل القوى السياسية الفاعلة فى الشارع المصرى للتعرف على رؤيتهم فى حل كل قضايا المجتمع والخروج برؤية واضحة ومحددة تكون مقبولة من الغالبية العظمى. هذا هو ما نريدة منكم يا سيادة المشير لقد أعلنتم منذ تحملكم المسؤلية أنكم لا تريدون البقاء فى السلطة وتنتظرون بفارغ الصبر اليوم الذى تسلمون فية السلطة لرئيس وبرلمان منتخب ونحن نصدقكم ونثق فيكم فماذا يمنعكم إذا ًمن تحقيق المطالب السابقة. يا سيادة المشير أنت ورفقائك من رجال المجلس العسكرى صفحات التاريخ ناصعة البياض التى ستكتبكم بأحرف من نور تناديبكم فهل أنتم مجيبون .