عقد البرلمان التركي، اليوم الاثنين، أولى جلساته لانتخاب رئيس الدورة البرلمانية الجديدة التي تحمل الرقم 24، وسط أسوأ أزمة سياسية يشهدها البرلمان في تاريخه بسبب مقاطعة حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وحزب السلام والديمقراطية الكردي لجلسات البرلمان. وتعقد جلسات الانتخاب برئاسة أكبر الأعضاء سنا، وهو النائب اوكتاى اكشي من حزب الشعب الجمهوري "79 عاما"، ويخوض المنافسة على منصب رئيس البرلمان 3 مرشحين، واثنان من حزب العدالة والتنمية الحاكم هما جميل شيشيك وزالكيف كازدال، ومرشح عن حزب الحركة القومية المعارض تونجا توسكاي، وسيفوز بالمنصب المرشح الذي سيحصل على أصوات أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان "376 صوتا من بين 550 صوتا". وفي حال عدم الحصول على هذه النسبة في الجولة الأولى يتعين أن يحصل المرشح على النسبة نفسها في الجولة الثانية، وإذا لم يتمكن أي من المرشحين من ذلك تجرى الجولة الثالثة ويتعين أن يحصل أحد المرشحين فيها على الأغلبية المطلقة "276 صوتا"، وهو ما يملكه حزب العدالة والتنمية الذي فاز بعدد 327 مقعدا من مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة، فيما يتعين إجراء جولة رابعة يفوز فيها المرشح الذي يحصل على أعلى أصوات إذا لم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة. وعلقت وسائل الإعلام التركية على تقديم حزب العدالة والتنمية الحاكم لمرشحين لا مرشح واحد بأن الحزب يتحسب لاحتمالات أن يواجه جميل شيشيك، المرشح الأساسي اعتراضات قد تؤدي إلى عدم فوزه بالمنصب. وعلى ضوء سير الانتخابات في الجولة الأولى اليوم سينسحب أحد مرشحي الحزب تاركا المنافسة للمرشح الثاني مع مرشح حزب الحركة القومية المعارض، مع توقعات بحسم المنصب لصالح مرشح العدالة والتنمية فى الجولة الثالثة. ويشهد البرلمان التركي أضخم أزمة سياسية ديمقراطية في تاريخه بعد غياب 30 نائبا كرديا عن جلسته الافتتاحية الثلاثاء الماضي، فيما بلغ عدد النواب الذين رفضوا أداء اليمين الدستورية 168 من مجموع 550 بسبب حضور نواب حزب الشعب الجمهوري دون أداء القسم، احتجاجا على قرارات الهيئة العليا للانتخابات والمحاكم التي رفضت الإفراج عن ثمانية نواب خمسة منهم أكراد، بسبب اعتقالهم على ذمة قضايا سياسية وإسقاط عضوية النائب الكردي المستقل خطيب دجلة.