صرح سكان بأن دبابات الجيش السوري، التي نشرت أمس الأحد عند مداخل مدينة حماة، قد انسحبت، وذلك بعد يومين من أضخم احتجاجات شهدتها المدينة ضد الرئيس بشار الأسد، منذ تفجر انتفاضة قبل ثلاثة أشهر. وأضافوا، أن دبابات وعربات مدرعة اتجهت شمالا بعد الاقتراب من المدينة التي يقطنها 650 ألف شخص، وقالوا إن عشرات الأشخاص اعتقلوا في وقت سابق في الأحياء الواقعة على أطراف حماة، وشوهدت دوريات الشرطة السرية في المدينة. وقال أحد السكان: إن "النظام يستخدم أساليب التخويف، ولكن سكان حماة لن يرضخوا"، وفي إحدى ضواحي دمشق التي شهدت أيضا احتجاجات واسعة ضد حكم الأسد قال نشطاء وأحد السكان، إن الشرطة قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين أمس الأحد. وقال الساكن الذي ذكر أن اسمه أبو النور لرويترز بالتليفون من ضاحية الحجر الأسود الفقيرة التي يقطنها آلاف اللاجئين من مرتفعات الجولان السورية المحتلة، "كانت مظاهرة ليلية عادية عندما أطلق وابل من الرصاص، جرح كثيرون أيضا. "كان الأمر مفاجئا للجميع لأن تلك كانت أول مرة يطلق فيها الأمن النار على مظاهرة ليلية في الحجر الأسود"، وخف الوجود الأمني في حماة منذ أن قتلت قوات الأمن 60 محتجا على الأقل في المدينة قبل شهر في واحد من أدمى أيام الانتفاضة ضد الأسد. يأتي هذا في الوقت الذي عقدت نحو 100 شخصية سورية اجتماعا أمس الأحد في دمشق لتقديم "طريق ثالث" يمثل على حد قولها خيارا وسطا بين النظام والمعارضة، التي تطالب برحيله وتقود انتفاضة شعبية غير مسبوقة، في حين واصل الجيش عمليته العسكرية في شمال غرب البلاد. وأفاد مصور وكالة فرانس برس أن نحو 100 شخصية سورية اجتمعت أمس الأحد في دمشق لبحث بلورة "طريق ثالث"، في ثاني اجتماع سياسي تشهده العاصمة السورية خلال أسبوع، بعد اجتماع أول ضم الاثنين الماضي شخصيات مستقلة معارضة ومثقفين دعوا إلى استمرار "الانتفاضة السلمية" حتى إرساء الديمقراطية. وقال أحد المنظمين لفرانس برس: إن المشاركين يقدمون أنفسهم "كطريق ثالث بين المعارضة والسلطة"، وشارك في اجتماع الأحد نواب حاليون وسابقون بينهم محمد حبش وحسين عماش. ودعيت شخصيات معارضة كانت شاركت في اجتماع الاثنين الفائت إلى لقاء اليوم، لكنها لم تلب الدعوة، وحصل اجتماع الأحد في الفندق نفسه الذي استضاف لقاء الاثنين الماضي، رغم أن إدارة الفندق رفضت استقبال المجتمعين في البداية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الاجتماع عقد بعنوان "المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا"، وطرحت فيه "أربعة محاور، بدءا من بناء الثقة وصولا إلى العدالة الاجتماعية والتنمية، ومرورا بآليات الانتقال السلمي إلى الدولة الديمقراطية المدنية وتشريعها".