في تقرير أبرزته وسائل الإعلام العالمية قاطبة ، كشفت شبكة التليفزيون الألمانية "زد.دي.إف" النقاب عن أن أربرت هايم الملقب ب"طبيب الموت" ، والذي كان يعد من كبار المجرمين النازيين المطاردين في العالم وكان مختفياً منذ نصف قرن ، توفي عام 1992 في مصر. وأكدت القناة التليفزيونية الألمانية إن هذا الرجل توفي بمرض السرطان ، ونقلت هذه المعلومات عن نجل النازي السابق وأصدقاء ومعارف له في مصر التي عاش فيها متخفيا , بحسب تعبيرها. وأوضحت القناة أنها حصلت على نسخة من شهادة وفاته بالفعل , كما أكدت عثورها على حقيبة تخص "طبيب الموت" بها أكثر من 100 وثيقة من بينها صور جواز سفر مصري وطلبات للحصول على الإقامة ومستندات سحب أرصدة من البنوك وخطابات شخصية ومستندات طبية ، وكلها لا تدع أي مجال للشك أن هذا الشخص هو أربرت هايم الصادر بحقه أمر اعتقال دولي. وهايم الذي ولد في النمسا ويحمل الجنسية الألمانية يُعتبر من مجرمي الحرب النازيين الأكثر سادية , وهرب إلى مصر ماراً بفرنسا ثم إسبانيا فالمغرب لإخفاء أثره. ويُشتبه في أن هايم قتل وعذب المئات في معسكر اعتقال موتهاوزن بشمال النمسا ، سواء عبر حقنهم بالسم أو البترول أو المياه في القلب أو بإخراج أحشائهم بدون مخدر , وعندما كان يشعر بالملل كان يستخدم ساعة إيقاف "ستوب ووتش" ليراقب الوقت الذي سيتغرقه أحدهم حتى يموت من الألم , ومن قصص الرعب التي تروى حول طبيب الموت هايم أنه أهدى إلى قائد أحد المعتقلات التي يعمل فيها مصباحا كهربائيا "أباجورة" صنع غطاءها من جمجمة أحد ضحاياه بعد أن كسر رأس الضحية وقام بغلي جلده , وراوية أخرى تقول إنه استخدم جلد أحد ضحاياه المغطى بالوشم لصنع غطاء لكرسيه! وهايم لديه بنت واحدة وولدين ومبلغ ضخم في أحد البنوك الأوروبية بلغ 1.5 مليون دولار لم يتم سحبهم حتى الآن , وكانت ابنته قد أعلنت وفاته عام 1993 في الأرجنتين إلا أنه لم يتم الحصول على أي وثيقة تثبت وفاته. وفي أول رد فعل على النبأ أعرب مركز "سيمون فيزينتال" لملاحقة مجرمي الحرب النازيين في تل أبيب عن شكوكه في التقارير حول وفاة الدكتور هايم مشيرا إلى أن أهم القرائن ما زالت غائبة وهي بالطبع جثة مجرم الحرب وفحص الحامض النووي "دي.إن.إيه". ومن جانبها ، نقلت شبكة تليفزيون "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية عن إفرام زرروف مدير مركز "سيمون فيزينتال" قوله إنه يشعر بالحباط لأن هايم توفي قبل أن يتم القبض عليه ، لأنه كان يبحث عنه في جميع أنحاء العالم وعرض مركز سيمون مكافأه ب36 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه , وقال زوروف : "يجب أن نتأكد من وفاته أولاً , ولو كان هايم ما زال على قيد الحياة فإن عمره سيكون 94 عاماً". وكشف التليفزيون الألماني أيضا النقاب عن أن هايم كان يعيش في مصر بهوية مزيفة ، وأنه اعتنق الإسلام في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ليشطب سجله الغربي ، وأصبح اسمه منذ ذلك الوقت "طارق" إمعانا في التخفي , واستبعدت القناة أن يكون أصدقاء الطبيب من المصريين والمعارف على علم بماضيه. وأبرزت شبكات إخبارية عالمية خبر إعلان وفاة هايم منها "سي.إن.إن" التي جعلت التقرير عن هذا الموضوع على صدر صفحتها الرئيسية بموقعها الإليكتروني , أما هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." فقد تحدثت بإسهاب عن تاريخ الدكتور هايم "الأسود" وأرفقت صورة شخصية له. ولم ترد أي معلومات حتى الآن من مصادر مصرية حول هذا الموضوع.