قرية «بنى غنى» الواقعة على البحر اليوسفى بمركز سمالوط محافظة المنيا، والتى يصل عدد سكانها إلى 30 ألف نسمة، هجرها عدد كبير منهم، بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية داخل المنازل، والتى غطت منازلهم، بعد أن عجزت أجهزة مدينة سمالوط عن مواجهة الأزمة. يقول محمد مصرى حداد: «ما نتعرض له يشبه الفيضان، فقد كان منسوب المياه الجوفية يرتفع كل عام مرة، وكنا نواجه هذه الأزمة بنزح المياه، ونقلها من منازلنا لمصرف القرية المعروف بمصرف الصليبة، وبالرغم من أن هذا التصرف مرهق لنا، إلا أن الأزمة كان لها حل، ولكنها هذه الأيام تغطى ثلث منازلنا، وذهبنا للوحدة المحلية لقرية بنى غنى فلم نجد عندها الحل، فذهبنا للوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط ليجهزوا لنا ماكينة رفع للمياه، فقالوا لا توجد لدينا معدات، وعلى الوحدة المحلية لبنى غنى أن تجد لكم حلا». ويضيف تادرس فرحان: «منازلنا غرقت والسبب الوحدة المحلية، فنحن هذه المرة لم نستطع السيطرة على المياه التى غمرت الجدران، ودخلت البيوت وهذه المأساة حدثت وسمع بها الجميع إلا أنه لم يتقدم أحد لنجدتنا، فاضطر البعض منا لعمل خيمة يبيت فيها هو وأبناؤه حتى تجف المياه». ويضيف المهندس على حسن سليمان قائلا: «إن الأزمة خطيرة، وان السبب الحقيقى هو تراخى الوحدة المحلية عن سحب المياه، وهو ما اعتادت عليه المنطقة بطبيعتها التى تعوم على بركة مياه جوفية، وان الخطورة تكمن فى أن معظم منازل القرية مبانٍ قديمة ومبنية من الطوب اللبن المخلوط بالطوب الأحمر، مما يعرضها للسقوط، والكارثة قد تتفاقم إذا لم تعالج بسرعة وبحسم، فالمنازل متاخمة لبعضها البعض، وإذا سقط منزل فبالتالى سيتبعه سقوط المنازل المجاورة وتكون المأساة أفدح». وأضاف سيد محمد جاد، مهندس زراعى قائلا: «إن الأزمة ليست بالكبيرة لتحتار الوحدة المحلية فى حلها، ويمكن الاستفادة من هذه المياه الجوفية فى رى الأراضى الزراعية، وتطهير مصرف الصليبة بصورة مستمرة، خاصة أن هناك الكثير من قرى غرب سمالوط، والتى بها آلاف الأفدنة المستصلحة، تحتاج للمياه، وتعانى من نقص حاد فى مياه الرى، وأن هذه المياه لا تحتاج أكثر من عدة مواتير ومجرى مائى تصب فيه، ومن ثم يتم توزيعها بعد معالجتها وتحليلها». وفى لقائنا بالمهندس، سيد حلمى توفيق، رئيس الوحدة المحلية بقرية «بنى غنى»، قال: «إن منسوب المياه الجوفية ارتفع بسبب الاعتماد فى الحصول على مياه الشرب من محطة المياه التى أقيمت على البحر اليوسفى، وكانت القرية بأكملها تشرب من الآبار الارتوازية، مما كان يساعد فى سحب المياه الجوفية أولا بأول، وأنه عندما ظهرت هذه المياه اعتقدنا أن هناك انفجارا فى مواسير المياه العمومية، وبعد الكشف عليها، فوجئنا بأن هذه المياه جوفية ولا يمكن السيطرة عليها إلا بسحبها».