«عندك سجاير مارلوبورو أو ميريت؟»، «وما سعر العلبة؟»، أسئلة يتلقاها أصحاب الأكشاك يوميا من عشرات الأشخاص منذ إعلان الحكومة عن رفع الضريبة المفروضة على مبيعات السجائر بنحو 10% بداية من اليوم. وعلى الرغم من أن السعر المحدد للسجائر المستوردة، الأكثر استهلاكا، بعد تطبيق الضريبة الجديدة يجب ألا يتجاوز 12 جنيها، فإن بعضها وصل إلى 15 جنيها، كما تبين ل«الشروق» من خلال جولة قامت بها على عدد من الأكشاك والمحال التجارية. وبرغم التسابق بين بائعى الأكشاك على رفع أسعار السجائر المستوردة، إلا أن السجائر المحلية، لن ترتفع إلا بنسبة الزيادة المقررة لها، وذلك نتيجة قلة الطلب عليها. فقد بلغ سعر علبة السجائر «كليوباترا بوكس» 5.50 جنيه بدلا من 5 جنيهات، بينما وصلت «كليوباترا الشعبية» إلى 4.50 جنيه بدلا من 4.25 جنيه فقط. «لم يمر أسبوع واحد على الزيادة التى أقرتها الحكومة على السجائر، حتى بدأ التجار فى زيادة أسعار السجائر المستوردة بمستويات أعلى قبل المدة المقررة للزيادة، فقد استغل التجار قلة المعروض فى السوق، ليقوموا بتخزينها وبيعها بسعر أعلى، فأنا أشترى علبة السجائر المارلوبورو ب14 وب15جنيها فى كثير من الأحيان»، كما يقول محمد سليم، موظف فى بنك متسائلا: «أين الرقابة فى السوق»؟. مشقة البحث عن السجائر زادت فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد الزيادة التى أقرتها الحكومة، كما يقول حسام كرارة، مهندس، الذى اشترى علبة سجائر من كشك فى المهندسين ب12.5 جنيه أثناء وجود «الشروق»، «لقد تعرفت على هذا الكشك من يومين بعد أن قمت بجولة على عدد كبير من الأكشاك التى لا تبيع السجائر بأقل من 15 جنيها منذ بداية الإعلان عن الزيادة، ولذلك داومت على التعامل معه، وإن كان فى بعض الأحيان أيضا يبيع العلبة ب13 جنيها، ولكنه لا يزال الأرخص»، بحسب قوله. كانت وزارة المالية، فى محاولة منها لإيجاد موارد إضافية للدولة، قد أقرت فى مشروع الموازنة الجديد ضريبة إضافية بنسبة 10% على السجائر، توفر 1.2 مليار جنيه، على أن يبدأ تنفيذها بداية من اليوم. ولكن بناء على طلب من شركة الشرقية للدخان، ورغبة منها فى تقليص حجم خسائرها التى بلغت فى عدة أيام 80 مليون جنيه، نتيجة الاعلان عن هذا القرار، وافقت المالية على تطبيق هذا القرار منذ الثالث والعشرين من يوليو. ويقول أحمد عبدالرحيم، بائع فى كشك بشارع البطل أحمد عبدالعزيز، أنه مر عليه 10 زبائن للسؤال عن السجائر وشرائها، «لا نعرف حتى الآن السبب الحقيقى وراء قلة المعروض فى السوق، هل هى سياسة من الشركة، أم انخفاض فى الإنتاج كما تردد الشركة، ولكن الرد الذى نتلقاه دائما منها، لا يوجد لدينا فائض فلا نستطيع أن نعطيك كميات أكثر من ذلك». ويبدو أن معضلة البحث عن السجائر لن تنتهى خاصة مع ما تعانيه شركة الشرقية للدخان من مشكلات وضغوط فى الفترة الأخيرة، بحسب مصدر مسئول فى الشركة. «يتم الآن نقل مقر الشركة إلى السادس من أكتوبر، بالإضافة إلى المشكلات القضائية التى تتعرض لها الشركة، والخسائر التى تكبدناها فور الإعلان عن رفع سعر السجائر دون تطبيق ذلك، وكل هذه العوامل مبرر كاف لانخفاض الإنتاج فى السوق».