ساعة بعد أخرى يكثف النشطاء السوريون دعواتهم على شبكة الإنترنت للمظاهرة المليونية المقررة فى حلب، ثانى أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان، الخميس المقبل لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذى كشفت مصادر حقوقية عن قتله 100 طفل منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضى. فعلى عدة صفحات، بينها «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، فى موقع «فيس بوك»، نشر نشطاء منشورا جاء فيه: «إلى أهالى حلب الكرام.. العزة والكرامة تناديكم.. باقٍ للحرية خطوة.. فلنخطها معا فى يوم 30 يونيو.. مليونية حلب.. لرفع راية السلام والحق.. من كل حارة من كل شارع من كل ساحة.. من كل جامع من كل بيت من كل مصنع من كل معمل.. لإسقاط النظام.. وإعادة سوريا للسوريين». دعوا «الأحرار» إلى توزيع هذا المنشور فى كل مكان، متوعدين النظام ب«أكبر بركان بشرى سورى»، داعين السوريين إلى مظاهرات فى كل مدن وبلدات وقرى البلاد، خاصين بالذكر: دمشق وريفها، حماة وريفها، حمص وريفها، إدلب وريفها، من دير الزور والبوكمال والميادين وقراها، القامشلى وعمودا ورأس العين وكوبانى. وفى تصريحات خاصة ل«الشروق» عبر الهاتف من باريس، قال المفوض السياسى ل«الائتلاف الوطنى لدعم الثورة السورية» إن «تجار حلب، وهى العاصمة الاقتصادية للبلاد، الذين كانوا متريسين فى دعم الثورة خوفا على مصالحهم، بدأوا فى الاصطفاف مع الثوار بعد أن ثقبت جيوبهم.. أى كثرت خسائرهم جراء الأوضاع الحالية». وبحسب رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان رديف مصطفى، أحيل إلى القضاء أمس الأول 400 طالب كان قد جرى اعتقالهم أثناء حملة لقوات الأمن فى المدينة الجامعية بحلب الأسبوع الماضى، بتهمة الشغب و«تحقير رئيس الدولة». ووفقا للمعارض السورى فإن «إحالة هؤلاء الطلاب ستشغل مظاهرات حلب المنتظرة الخميس والجمعة المقبلين». إلى ذلك، أفادت مصادر حقوقية سورية بأن عدد الأطفال الذين استشهدوا فى الاحتجاجات بلغ نحو 100 طفل. وقال حافظ إن «معظم هؤلاء الأطفال أصيبوا بأعيرة نارية، الكثير منها أصاب رؤوسهم، من قبل قناصة ورشاشات، وهو ما تظهره العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت»، مشددا على أن «هذا النظام، الذى يتفوق على إسرائيل فى الوحشية والإجرام، يريد ترهيب الآباء والأمهات بفلذات أكبادهم». ومن المقرر بعد مثول الجريدة للطبع أن تكون مجموعة من المثقفين فى سوريا قد أنهت اجتماعا فى العاصمة دمشق بحثا عن مخرج للأزمة. وفى بداية الاجتماع، قال المعارض منذر خدام، الذى ترأس الاجتماع: «يرتسم طريقان: مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمى آمن لنظامنا السياسى، نحو نظام ديمقراطى وفى ذلك إنقاذ لشعبنا ولبلدنا، ومسار نحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع»، مضيفا: «ونحن كجزء من هذا الشعب حسمنا خيارنا بأن نسير مع شعبنا فى الطريق الأول، ومن لا يريد أن يسير معنا فليسلك طريقه إلى الجحيم». غير أن حافظ رأى أن «هذه المجموعة لا تعبر عن المعارضة الحقيقية، ولن يستجيب الشارع لما سيخرجون به.. هم سجناء فى سجن الأسد الكبير.. قرارات تنفيس الضغط عن السوريين فى يد النظام، فماذا ننتظر من هذا الاجتماع؟». فى غضون ذلك، توقع مدير معهد الدراسات الإيرانية العربية فى لندن، الدكتور على نورى زاده، «صيفا ساخنا فى إيران»، معربا عن اعتقاده بأن «نتائج المواجهة الدائرة حاليا بين الشعب السورى والنظام سوف تؤثر على تحديد مسار النضال الشعبى الإيرانى.. وإذا سقط النظام السورى فسندعو إلى الإعداد حملتنا الأخيرة لإسقاط النظام الإيرانى». وشدد المعارض الإيرانى فى تصريحات لراديو «صوت إسرائيل» أمس على أن «النظام الإيرانى يعتمد على سوريا إقليميا ودوليا: سوريا هى بوابة العبور الإيرانى إلى لبنان وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامى والعالم العربى برمته، وإغلاق أبواب سوريا أمام طهران معناه أن النظام سيواجه ضغطا داخليا بجانب الضغوط الدولية وسيفقد حليفه الإقليمى».