حذر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة، الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، من السعي لحل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد بالمزيد من القروض، وقال إنها لا تقدم حلا حقيقيا وتزيد الأمور تعقيدا، وطالبه بالعمل لجذب استثمارات جديدة، كحل وحيد لهذه الأزمة، واقترح التركيز على تنشيط السياحة لتنمية الاقتصاد المصري. وقال أبو الفتوح، خلال مؤتمر شعبي حاشد عقده مساء أمس الجمعة، في منطقة المطرية بشرق القاهرة، إنه متمسك بما صرح به حول إمكانية تعيينه لمسيحي أو امرأة كنائب للرئيس، حال فوزه بانتخابات الرئاسة، مؤكدا أن ذلك ليس من "باب المنظرة"، لكنه سيجعل أساس الاختيار هو الكفاءة، فإذا وجد مسيحي أو امرأة أفضل في هذا المكان سيعينه فورا. وأضاف أبو الفتوح: "أنا ضد من يحاول الكذب في السياسة أو من يعتبرها فن الكذب، ليس فقط من جانب أخلاقي، بل لأن هذا المنهج أثبت فشله، ولذلك أنا أعمل على صياغة برنامجي بنفسي، رغم أنه كان من السهل أن أتركه لخبير". واعتبر أبو الفتوح، تعدد الإسلاميين، الذين أعلنوا رسميا نيتهم الترشح لانتخابات الرئاسة، مكسبا كبيرا للوطن، وقال إنها فرصة لتعريف المصريين بحقيقة الإسلاميين بعد أن ساهم النظام البائد في تشويه صورتهم، لكنه فضل التنسيق فيما بينهم، لأنه يثق في أن هؤلاء المرشحين سيرسخون معنى إنكار الذات لمصلحة مصر، على حد قوله. وقال أبو الفتوح: "على جثثنا وبكل دمائنا كمصريين أن نستعبد بعد اليوم، على شرط أن تذهبوا لصندوق الانتخابات بحرية تامة، وأوعوا حد يخوفكم بعد اليوم من الإسلاميين أو اليساريين أو المسيحيين، كل هؤلاء إخواننا المصريين و نعتز بهم، ولا يمكن لمن ذاق الظلم ثم تحرر أن يفعل مثله". ودعا أبو الفتوح، اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية، إلى الاستقالة الفورية إذا فشل في أداء واجبات وظيفته، لكنه أكد أن تحقيق الأمن في الأصل يبدأ من أفراد الشعب، ويبقى نسبة بسيطة يمكن لأي وزارة داخلية أن تسيطر عليه، واعتبر إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، مسألة محسومة بحكم التصويت الكثيف بالموافقة على استفتاء التعديلات الدستورية الأخيرة، مضيفا: "عيب أن ننقلب على أول تجربة ديمقراطية، علينا أن نتعود و نتدرب على احترام الإرادة الشعبية". وأكد أبو الفتوح أن موقفه من إسرائيل واضح كل الوضوح، وأن موقفه الداعم لقضية فلسطين لا يحتاج إلى مزايدة، لكنه أعلن أنه يمنح الأولوية لتقوية مصر داخليا، ثم المضي قدما في سبيل تحرير فلسطين وكل البلاد العربية بل والعالم كله، بحسب قوله، مضيفا: "لن ندخل في حرب على حساب مصر". وقال أبو الفتوح "محتاجين مصانع، محتاجين مزارع، محتاجين شقق للشباب لكي يتزوجوا، ولسنا نحتاج لمساجد أو كنائس فهي أكثر من الحاجة"، وأضاف: " إحنا لحم كتافنا من خير أبناء مصر البسطاء في الأحياء الفقيرة وعلى ضفاف الترع، وأنا أعلم مشاكل المطرية وكل المناطق الفقيرة في مصر وحلها سهل، وليست معضلة كما كان يصورها لنا شوية النصابين اللي كانوا بيحكمونا، وسواء نجحت أو لم أنجح سأزور المطرية لأن أنا مثل أهل المطرية، ولن أستطيع أن أبعد عن أهلي وناسي".