انتقد السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ما وصفه بدعوات العفو عن الفاسدين من أعضاء النظام البائد بدعوى الاستفادة من إمكانياتهم، مؤكدا أن الانسياق خلف هذه الدعوات من الممكن أن يؤدى إلى تكوين شبكات من «الفاسدين»، لإعادة نشاطهم مرة أخرى ليكونوا وقودا للثورة المضادة. وأكد «الغطريفى» مساء أمس الأول، خلال محاضرته التى حملت عنوان «مسارات التطور الديمقراطى فى العالم»، على أن الثورة لم تقم لتطالب بتعديل الدستور، بل طالبت بإسقاطه، منتقدا تعيين عدد من السياسيين ذوى الانتماء إلى التيار الإسلامى إلى لجنة تعديل المواد الدستورية، دون النظر إلى حيادية اللجنة أو تنوعها. وقال خلال «الصالون الليبرالى الأسبوعى.. من أجل الحرية»، والذى ينظمه مركز مبادرة لدعم قيم التسامح والديمقراطية بالإسكندرية، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان، بعنوان «تجارب التحول الديمقراطى فى العالم وإمكانية التأثير فى مصر»، إن هناك عددا كبيرا من دول العالم الثالث استطاعت الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والديمقراطية. من جانبه قال الدكتور محمد رخا، الناشط والباحث السياسى، فى محاضرته التى حملت عنوان «التحول الديمقراطى فى مصر»، ليس كل الثورات ينتج عنها تحول ديمقراطى، بل تأتى أحيانا بأنظمة أكثر ديكتاتورية من التى قامت الثورات ضدها، مشيرا إلى أن التغيير بعد الثورات قد يأخذ مواقف رجعية أو محافظة أو ليبرالية أو راديكالية، وأن التغيرات الرجعية أو الراديكالية قد تأخذ العنف أسلوبا لها. واعتبر «رخا»، أن الانتخابات ونتائج التصويت، ليست جوهر الديمقراطية، مشيرا إلى أن المجتمع الذى يطمح فى التحول الديمقراطى، عليه أن يتبع الديمقراطية الإجرائية المتعلقة بالتصويت وصندوق الانتخابات، كخطوة فى سبيل الوصول إلى الديمقراطية الجوهرية، عبر وجود مؤسسات حقيقية فى المجتمع تدافع عن حقوق أفراده، ويتسم برضاء غالبيتهم، مشيرا إلى أن أشكال التحول الديمقراطى فى العالم، تشمل الانقلاب، أو التحول إلى أعلى، أو التحول فى ظل الاحتلال، أو الانفتاح التكتيكى من السلطة القائمة، أو الثورات الشعبية. وأخيرا أضاف «رخا»، أن العالم شهد ثورات كثيرة، كانت تسير على خطى متشابهة تبدأ بسقوط النظام ثم ازدواجية السلطة ثم الرعب الأحمر «ديكتاتورية الثورة» ثم الرعب الأبيض «الثورة المضادة»، معتبرا أن ظروف التحول الديمقراطى فى دولة إندونيسيا، شديدة الشبه لظروف التحول الديمقراطى فى مصر، وأن أول من حكم إندونيسيا بعد ثورتها ضد الحاكم الديكتاتورى، كان إسلاميا معتدلا، ولم يتمكن من محاكمة الرئيس المخلوع سوهارتو بسبب تحججه الدائم بالمرض.