فى الوقت الذى أصبحت فيه أنباء صحة الرئيس المخلوع مبارك وإصابته بمرض السرطان من عدمه هى الشغل الشاغل للمسئولين مما جعل اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية يقوم بزيارة لمستشفى السجن للوقوف على مدى صلاحيته لاستقبال مبارك ليقرر أن المستشفى لا يصلح وأنه يحتاج إلى شهرين على الأقل لتجهيز غرفة عناية مركزة لاستقباله فى حين مر على أول قرار بحبسه أكثر من 72 يوما منذ صدر فى 13 أبريل الماضى، ولايزال مستشفى سجن طرة محلك سر ولم يشهد أى تجديدات. وجاء ذلك فى الوقت الذى يرقد فيه عشرات من المساجين الذين يعانون من أمراض الكبد ودوالى المرىء والشلل النصفى والصرع وتنتشر فى جسد بعضهم الغرغرينا، دون أن يتم علاجهم وتحول بعضهم إلى هياكل بشرية لا تتحرك ولم يصل إليهم العلاج وفشل أطباء السجن فى إنقاذهم لضعف الإمكانيات الطبية. ولم تنقل إدارة السجن بعضهم إلى مستشفى قصر العينى لتلقى العلاج اللازم اعتبارا من أبريل الماضى بحجة عدم توافر قوة أمنية لتأمينهم خلال ذهابهم لتلقى العلاج وعودتهم، حيث إن بعضهم من المحكوم عليهم فى قضايا سياسية بأحكام مشددة مثل مرضى السجن شديد الحراسة ومرضى السجن الجنائى الذين لا يتم التعامل معهم مثلما يتم التعامل مع مبارك رغم أنه يفترض أن يكون الجميع سواسية أمام القانون. وتحت حجة عدم وجود تأمين لسيارات الترحيلات لنقل المرضى إلى قصر العينى للعلاج، لقى بعض المساجين مصرعهم لأنه لم يحقن دوالى المرىء منذ أبريل، حيث لم يتلق جسده الصفائح الدموية المفروضة لعلاجه كل شهر، وامتد الأمر إلى أحد المرضى الذين تقدموا بطلب إفراج صحى وأيدت لجنة الطب الشرعى الإفراج عنه ولكنه توفى وجاءت أسرته وتسلمت جثته من السجن وبعد أسبوع وصلت موافقة الطب الشرعى على الإفراج الصحى عنه. كما أرسل مدير مستشفى السجن تلك التقارير إلى مصلحة الطب الشرعى والنائب العام للبت فيها منذ عدة شهور دون جدوى فى حين تم الإفراج الصحى لعدد من الكبار بينهم محسن زكريا الذى خرج بعد عامين ود. مصطفى السعيد رئيس قسم القلب بمستشفى الأزهر الذى حكم عليه ب10 سنوات وخرج من السجن بعد قضائه 3 سنوات وأحمد حمزة وجمال أبوشناق وسيد مدبولى وكلهم خرجوا أيام حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق والآن يمارسون حياتهم الطبيعية خارج السجن، فى حين أن هناك محمد صالح الأسوانى الذى قضى فى السجن 31 عاما ومصاب بشلل نصفى لا يتمكن من الحركة ومصاب بارتفاع ضغط الدم وشحتة فوزى أبوتريكة المريض بدوالى المرىء ويحتاج إلى صفائح دموية شهريا ويدفع ألف جنيه شهريا لعلاجه ومنذ 70 يوما لم يتمكن من العلاج وأيضا مرجان مصطفى سالم، المصاب بشلل نصفى وعبدالحميد محمد صبح أجرى عملية قلب مفتوح وعبدالحميد أبوعقرب، شلل نصفى وعبدالله حسين أبوالعلا، مريض بالكبد والسكر وجمال أحمد عبدالعال، مريض بالصرع والكبد وعاطف موسى مرسى، مريض بالصرع وحسن خليفة، شلل نصفى ونور محمود رمضان بالقلب والسكر وعبدالتواب حسن عبدالفتاح، مريض بالكلى، وغيرهم فى سجون طرة ممن تقدموا بطلبات إلى النائب العام ولجنة الطب الشرعى يطلبون فيها العلاج لبحث حالتهم الصحية قبل أن يصبحوا فى عداد الأموات بسبب البيروقراطية التى يتم التعامل معهم بها.