فجأة، استقال المستشار يحيى الجمل من منصبه كنائب لرئيس الوزراء، وفى ساعات قرر المجلس العسكرى رفض الاستقالة التى قبلها شرف تحت ضغوط، بحسب الجمل نفسه.. مبادرة فجائية من جانب الجمل لم تمتد لأكثر من ساعات، ولكنها خلفت سؤالا أردنا معرفة إجابة وافية عنه، وهو: «لماذا قدم الجمل استقالته؟». من جانبه يقف محمد مصطفى شردى، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، إلى جانب الفريق الذى يشير إلى أن الاستقالة جاءت بسبب تزايد الخلافات بين الجمل وشرف، بخاصة بسبب تصريحات الأول لوسائل الإعلام، التى لا تتناسب، بحسب قوله، مع أداء مجلس الوزراء، وأضاف: «الجمل بيصرح بشىء، ومجلس الوزراء يفعل شيئا آخر». وفسر عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، استقالة الجمل بأنها جاءت نتيجة استجابة لمطالب الكثير من المصريين الذين يختلفون معه بسبب انتمائه الفكرى والثقافى لرموز النظام السابق، وقال سلطان: «أداء الجمل بمجلس الوزراء لا يمنحه أكثر من صفر فى التقييم، وإن لم يكن بالسالب، فلم يفعل شيئا لأى وزارة، ولم يحل مشكلة فى الجامعة، ولم يشارك فى حل أزمة طائفية، ولم يتدخل لمنع احتجاجات فئوية، ولم يقدم رؤية جديدة لأى مشكلة اقتصادية أو سياسية، بل كان مشغولا بشىء واحدا وهو كيفية إدراج رموز الفساد من النظام السابق والحزب الوطنى فى الحياة السياسية بعد الثورة». من جانبه أكد عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى تحت التأسيس، أن الدافع الأساسى للاستقالة يكمن فى تزايد الهجوم القوى السياسية على الجمل وبالأخص الإخوان والسلفيون، بسبب تصريحاته عن الذات الإلهية، إلى جانب تعرضه لانتقادات من جانب بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية وعدد من شباب الثورة. من جانبها التزمت جماعة الإخوان بعدم التعليق على موقف الجمل، فلم يعط سعد الكتاتنى، المتحدث الإعلامى باسم حزب الحرية والعدالة، أى تفسيرات للاستقالة وأسبابها، مؤكدا: عدم معرفته بأى معلومات حول مبادرة الجمل الأخيرة».