أثار حصول الفيلم النمساوى «الشريط الأبيض» بجائزة السعفة الذهبية بمهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة جدلا واسعا بين الجمهور والنقاد، لا سيما وأن أحدا لم يتوقع حصول الفيلم، الذى أخرجه مايكل هانيكى، على تلك الجائزة الرفيعة. الفيلم الذى قدم بالأبيض والأسود يستكشف جذور النازية، من خلال التطرق لأساليب التربية التى فرضت على الأطفال فى قرية بشمال ألمانيا قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى لجعلهم يتبنون أفكار أدولف هتلر قبل الالتحاق بصفوف التنظيمات النازية. ويتتبع المخرج فى الفيلم سلسلة من الجرائم يتهم بارتكابها مجموعة من الأطفال الذين تلقوا تربية صارمة من قبل آبائهم بقرية بروتستانتية خلال الفترة بين عامى 1913، 1914. ورغم أن لمخرج الفيلم تسع مشاركات سابقة فى مهرجان «كان» منذ عام 1989 إلا أنه لم يحصد سوى جائزتين فقط، إحداهما عام 2001 وكانت جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلم «لابيانيست» الذى قامت ببطولته اليزابيل هوبير رئيسة لجنة التحكيم للمهرجان فى دورته الحالية، أما الجائزة الثانية فكانت عام 2005 عن فيلم «الخفى» وكان جائزة أحسن مخرج. غير أن جائزة السعفة الذهبية لهذا العام أثارت العديد من علامات الاستفهام، وتساءلت العديد من الصحف الكبرى حول ما إذا كان الفيلم يستحق تلك الجائزة، وزادت الشكوك فى نزاهة الجائزة بعد أن لمس الجميع السعادة التى كانت واضحة على هوبير، رئيس لجنة التحكيم، أثناء تسلم المخرج لجائزته وعلقت العديد من الصحف على تلك اللقطة. وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» فى تقرير لها حول المهرجان «إن حفل جوائز كان لهذا العام كان «ليلية عائلية» فى إشارة إلى حصول الفرنسية شارلوت جينسبرج على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «عدو المسيح» إلى جانب حصول مايكل هانيكى على السعفة عن فيلم «الشريط الأبيض»، هو من أخرج فيلم «لابيانيست» الذى حصلت فيه نجمته اليزابيل هوبير على جائزة أحسن ممثلة بالمهرجان عام 2001. كما ذكرت صحيفة «التايم» عبر موقعها على شبكة الإنترنت إن «فوز الشريط الأبيض بأكبر جائزة كان مفاجأة إلى حد ما». .وأضافت أن «الجوائز وزعت بين النمسا وفرنسا وآسيا، أما أمريكا فلا شىء». من جانبه، استبق مخرج «الشريط الأبيض» التشكيك فى نزاهة الجائزة، وقال خلال مؤتمر صحفى عقب توزيع الجوائز «أشعر بشىء جيد، فالسعفة الذهبية أفضل جائزة يحصل عليها صانعو الأفلام، ولكننى لم أتبع التوقعات، فعندما قدمت فيلم «الخفى» قيل لى ستنال السعفة ولكن ذلك لم يحدث.. والآن أنا سعيد جدا ولكن لست فخورا.. لأنه فى رأيى من السخف أن تشعر بالفخر.. وأنا كمخرج دائما أرى فى أفلامى خللا.. ولم أكن يوما راضيا عن عمل من أعمالى».