رشحت مكتبة الدار العربية بالقاهرة رواية "زمن الضباع" للمستشار أشرف العشماوي للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2011. والرواية- الصادرة في 248 صفحة من القطع المتوسط- تعد العمل الروائي الأول لمؤلفها الذي يعمل مستشارا بمحكمة استئناف القاهرة. تدور أحداث الرواية في غابة افتراضية بين مجموعة من الحيوانات، مستلهمة التراث السردي المتمثل في "كليلة ودمنة" و"منطق الطير"، والذي شاع عموما في أزمنة القهر. وقد كتب العشماوي تلك الرواية على مدار السنوات الخمس الأخيرة، وكان مقدرا لها أن تنشر في يناير الماضي، وجاءت الثورة لتؤجل ظهورها بضعة أشهر أخرى، لتكشف لنا جانبا خفيا وعالما سحريا من زمن الضباع عندما تسود الغابة. تغوص رواية "زمن الضباع" ببراعة فائقة في كواليس الحكم وعالم السياسة ، وما يحيط بهما من دسائس ومكائد. قادة الغابة حاضرون.. الأسد ملك الغابة وحاكمها، والثعلب مسئول المعلومات والتقارير، ويعمل تحت إدارته الكثير من الجراء والحمير. وكبير الضباع رئيس الحكومة والمسؤول عن إنهاء التظاهرات وأحداث العنف. وفرس النهر الكسول المنافق الذي قفز إلى أعلى درجات سلم الإدارة، دون مقتضى وغيرهم كثيرون . ولم يقف المؤلف أمام المظاهر الخارجية الخادعة ، بل استفاد من خبرته في العمل القضائي في معرفة خبايا القضايا، واعتمد عليها كثيرا في معالجته لروايته الأولى، مما سهل عليه تفسير الدوافع النفسية للصراع على الحكم في الغابة، وظروف كل طامح إلى العرش؛ فإذا كان الوضيع يغالي في التعالي لمداراة أصله، فإن كريم الأصل والشريف الساعي لمصلحة الأمة يلتزم الصمت حيطة وحذرا، وينأى عن الدسائس والمؤامرات، ويتفرغ للعمل. في نفس الوقت، قامت 'الدار المصرية اللبنانية' بترشيح رواية "العاطل" للكاتب ناصر عراق لنيل الجائزة. وقد صدرت الرواية في يناير الماضي، قبيل اندلاع الثورة المصرية بأيام قليلة. تدور أحداث هذه الرواية حول شاب مصري متعلم، من أسرة متوسطة الحال، توصد في وجهه أبواب العمل في القاهرة ، شأن ملايين العاطلين في مصر، فيغادرها مقهورا إلى دبي، لينفتح أمامه عالم مدهش من الأحداث والشخصيات والجنسيات المتباينة، حيث يواجه العديد من المواقف النبيلة والخسيسة، من قبل أصدقاء وأقارب ومعارف، حتى ينتهي به الحال إلى دخوله السجن متهما في جريمة قتل عاهرة روسية ، في اللحظة التي يشرق فيه قلبه بحب فتاة مصرية تعمل في دبي! تنهض الرواية على تشابك الأحداث وتداخلها (اجتماعية وسياسية وعاطفية وجنسية)، بالتوازي مع الغوص في نفسيات أبطالها، وتحليل نوازعهم المتناقضة، وأحلامهم المكبوتة، فضلا عن تتبع مصائرهم المشرقة أو المعطوبة؛ بما ينسج حبكة درامية تجعل القارئ- في نهاية المطاف- مشاركا وصانعا للأحداث. و"العاطل" هي الرواية الثالثة للكاتب ناصر عراق، حيث أصدر "أزمنة من غبار" في سنة 2006، ورواية "من فرط الغرام" في عام 2008.