قرر رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى تأجيل الجلسة التى كانت مقررة غدا الأربعاء إلى موعد آخر يحدد فيما بعد. وكانت هذه الجلسة مؤجلة منذ الأسبوع الماضي بعد غياب النصاب القانوني لصحة عقدها بعد التجاذبات السياسية الساخنة بين الأوساط السياسية اللبنانية سواء من المؤيدين أو المعارضين لعقدها. وجاء قرار التأجيل بعد يوم واحد من الإعلان الرسمى عن تشكيل الحكومة برئاسة نجيب ميقاتى الذى يعكف حاليا على إعداد البيان الحكومى لنيل الثقة . وعلى الرغم من نجاح رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي فى تشكيل الحكومة الجديدة بالتوافق بين زعماء القيادات السياسية في لبنان وعقب ولادة قيصرية عسيرة، إلا أنها لم تسلم من تصريحات نارية صديقة من حلفاء الأمس وأصدقاء اليوم. فحاول ميقاتي أن يمنحها البركة والقبول من الله أولا ثم من المجتمع اللبناني ثانيا لمواجهة كافة العقبات التي تواجه اللبنانيين بالتوجه إلى مكةالمكرمة وأداء مناسك العمرة اليوم والعودة على عجل لرئاسة أول اجتماع للوزارة الجديدة غدا الأربعاء قبيل جلسة مجلس النواب. ووصف رفيق خورى بصحيفة "الأنوار" الحكومة الجديدة بأنها حكومة محشورين وجوائز ترضية وضمت من يستحق ومن لا يستحق ومن لديه الأهلية ومن دون ذلك، لكن المخاض الطويل الذي رافقته خسائر سياسية واقتصادية واجتماعية وضاعت معه فرص أمام لبنان في مناخ التطورات العربية بسبب فراغ السلطة دفع الناس إلى التسليم بأية حكومة مهما كان شكلها واعتبار التأليف في حد ذاته إنجازا وإعجازا. وعلق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالقول على تشكيل الحكومة الجديدة "لا هنيئا للبنان بهذه الحكومة، والباقي لاحقا، وكل الناس تسير إلى الأمام، باستثناء الحكومات في لبنان فتسير إلى الوراء". في حين وصف رئيس حزب "الاتحاد" الوزير الأسبق عبدالرحيم مراد الحكومة الجديدة بأنها "شركة وزارة الشمال المتحدة" نسبة إلى انتماء ميقاتي للشمال بطرابلس . لافتا إلى أن البقاع الغربي تمثل في كل حكومات ما بعد اتفاق الطائف، إلى أن جاء محمد نجيب ميقاتي ونسف الدستور الذي ينص بوضوح على التمثيل المتوازن والعادل للطوائف والمناطق ومضيفا بعد طول انتظار ولدت للأسف شركة حكومية مقفلة لصاحبها نجيب ميقاتي. وأشار عضو كتلة المستقبل نهاد المشنوق إلى أن الحكومة التي طال انتظارها هى حكومة مواجهة أكثر من نصف اللبنانيين في الداخل ومواجهة العرب والمجتمع الدولي. وأضاف "نحن الآن وعبر هذه الحكومة ندفع ثمن الصمت العربي تجاه ما يجري في سوريا، وكل ما عدا ذلك كلام تفصيلي سواء ما يتعلق بحصص الطوائف والحقائب وغيرها". ولفت إلى أنه عندما اتخذ القرار السوري بالتشكيل ولدت الحكومة، ولو كان الأمر خلاف ذلك لكانت شكلت منذ اليوم الأول لتكليف ميقاتي، وبدا واضحا أن السوري قرر أن يواجه شعبه عسكريا في الداخل، وأن يواجه سياسيا في لبنان. وأعرب رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عن تطلعه بأن تسرع الحكومة الجديدة في الخطوات الخاصة بإعادة الثقة والاستقرار وحماية السلم الأهلي وتفعيل الحركة الاقتصادية ومعالجة كافة الملفات المتفاقمة خلال الفترة الأخيرة. في حين أعلن وزير الدولة في الحكومة الجديدة بانوس مانجيان أننا أمام حكومة عمل وليس حكومة مواجهة، والعمل سينطلق في كل المواضيع لمصلحة الشعب اللبناني، مؤكدا "أننا في دولة ديمقراطية، وكل إنسان له رأيه، ونحترم آراء الجميع .. وهناك مشاكل اجتماعية ومالية، وأهم شيء هو المشاكل المعيشية للناس. كما أعرب عن الأمل في أن تستطيع هذه الحكومة إيجاد الحلول لمختلف المشاكل، ونحن لسنا في مواجهة مع المجتمع الدولي. وعلى الصعيد الدولي تعاملت الولاياتالمتحدة أمس الاثنين بحذر مع إعلان تشكيل حكومة جديدة في لبنان يتمتع فيها حزب الله وحلفاؤه بالأكثرية، معلنة أنها ستقيم هذا الفريق الحكومي "بناء على أفعاله". وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية "سنحكم عليها (الحكومة) بناء على أفعالها". وأضاف "المهم في نظرنا أن تلتزم الحكومة اللبنانية الجديدة الدستور في لبنان، أن تنبذ العنف، وخصوصا محاولات الثأر من مسؤولين حكوميين آخرين، وأن تحترم التزاماتها الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي والتزامها حيال المحكمة الخاصة" بلبنان لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وفي الكونغرس، طالبت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايلينا روس-ليتينن (جمهورية) بتجميد المساعدات المالية التي تدفعها الولاياتالمتحدة للحكومة اللبنانية. وقالت "يجب أن تجمد الولاياتالمتحدة فورا المساعدة التي تقدمها للحكومة اللبنانية خصوصا وأن فئة متطرفة وعنيفة تصنفها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية أجنبية تشارك في هذه الحكومة".