هل القائمون على هذه الجامعات بشر مثلنا يخضعون للدستور والقانون المصريين، أم أنهم فوق القانون والدستور لدرجة أنهم يدوسون بأقدامهم على المتفوقين والنابغين ويعينون الفاشلين وعديمى الكفاءة مكانهم؟ هل هناك قانون فى العالم يسمح بحرمان طالب متفوق حاصل على الامتياز مع مرتبة الشرف من أن يعين معيدا فى كليته، ليأخذ مكانه طالب حاصل على تقدير مقبول؟ هذه السطور تروى مأساة، أضعها بنصها أمام الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة والدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى. السيد الأستاذ/ هذه مشكلتى التى أعانى منها بعد انتهائى من دراستى للصيدلة فى جامعة مصر الدولية حصلت على بكالوريوس الصيدلة فى 1 / 7 / 2010 بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف وكان ترتيبى على دفعتى الثانى بتقدير 3.89/ من 4 ما يعادل 97% وكم كانت سعادتى عندما أبلغتنى الجامعة بتكريمى وزملائى الأوائل لتفوقنا بخلاف حفلة التخرج للدفعة كلها ثم فوجئت بدعوة من نقابة الصيادلة لتكريمى والعشرة الأوائل. تصورت أن هذا تمهيد لاختيارى معيدة فى الكلية وعضوا فى هيئة التدريس ليس لتفوقى فى السنة النهائية وحسب، ولكن لتفوقى فى سنوات الدراسة الخمس إذ كانت تقديراتى كل عام امتياز مع مرتبة الشرف. يبدو أن الحلم والأمنية والواقع العملى شىء واختيارات الجامعة شىء آخر. إذ كانت المفاجأة أن تم اختيار عدد من الزملاء ممن أقل منى فى التقدير وتم تعيينهم، والمفاجأة الأخرى أن ممن وقع عليهم الاختيار كانوا من الحاصلين على تقديرات متدنية وصلت إلى أن أحدهم من حصل على تقدير مقبول. نقطة أخرى أكثر أهمية وهى أن العشرة الأوائل على الدفعة لم يتم اختيار أى منهم معيدا فى الكلية. أتساءل بدهشة وتعجب كيف يتم اختيار المعيدين للعمل بالكليات. هل يتم ذلك بالواسطة والمحسوبية. دون أى نظر للكفاءات والتقديرات والأوائل الذين اجتهدوا طوال سنوات الدراسة. أم أن الاختيارات مازالت تتم بالقالب المقلوب بأن يعين من كان متواضعا فى دراسته وأكثر تواضعا فى تقديراته. أحيطكم علما أننى تقدمت بشكوى إلى المجلس الاعلى للجامعات الخاصة. وللأسف لم يرد على أحد. آمل منكم طرح هذه المشكلة على المهتمين بالأمر لأنها إن كانت تمس اليوم عددا من الطلاب المتفوقين فإنها ستمس غدا آلاف الطلاب. وفى نفس الوقت مازلت متمسكة بحقى فى التعيين. مرفق معه الشكوى التى سبق وتقدمت بها إلى المجلس الأعلى للجامعات الخاصة. الصيدلانية: هدى وجيه عبدالقوى عامر انتهت سطور صاحبة الرسالة وبقيت أسئلة: من هم أبناء الحظ والحظوة الذين تمت التضحية بالعشرة الأوائل على الدفعة من أجل تعيينهم كمعيدين؟ وما مدى سلطة الدولة المصرية ممثلة فى وزارة التعليم العالى على هذا النوع من الجامعات الذى ارتبط ظهوره بصعود سلطة المال والنفوذ وتراجع قيمة التفوق والنبوغ؟ وماذا فعل المجلس الأعلى للجامعات الخاصة فى شكوى الخريجة المتفوقة؟ إن ثورة شاملة قامت فى مصر وأسقطت رأس النظام لأنه أراد تنصيب ابنه فاقد الكفاءة والأهلية رئيسا للبلاد من بعده، فهل الجامعات الخاصة أقوى من رئاسة الجمهورية؟