تحقق الشرطة في باكستان اليوم الأحد بشأن تفجيرين متتابعين وقعا في سوق مكتظة شمال غرب مدينة بيشاور وأسفرا عن مقتل 35 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مئة آخرين. وقع في البداية انفجار ضعيف ولكنه أدى إلى احتشاد عدد كبير من رجال الشرطة وعمال الإنقاذ والصحفيين والمارة في منطقة سوق خيبر بمدينة بيشاور بعد منتصف ليلة أمس السبت بقليل ، وبعدها بدقائق قام انتحاري يقود دراجة بخارية بتفجير نفسه وسط هذه الحشود. وتقع تلك السوق قرب معسكر كبير تابع للجيش بالقرب من القنصلية الأمريكية في بيشاور. ويذكر أن العديد من المكاتب الإعلامية تقع قرب موقع الانفجارين. وقال إيجاز أحمد خان ، وهو مسئول رفيع في الشرطة ، إنه "جرى إلقاء القبض على مشتبه بهم قليلين". وأوضح أن "الهجوم الأول وقع في حمام بفندق (في منطقة التسوق) .. لكن بعدما احتشد الأشخاص في الموقع ، نفذ الانتحاري التفجير الثاني". وذكر خان أن حوالي 10 كيلوجرامات من المتفجرات استخدمت في الهجوم الذي دمر فندقا وخمسة متاجر. وقال خان "لقد انتشلنا بعض أجزاء من جثة الانتحاري . وجرى جمع مواد أخرى من موقع الهجوم لإرسالها للمعمل لفحصها بواسطة الطب الشرعي". وقال رحيم جان أفريدي ، المدير بمستشفى "ليدي ريدينج" الرئيسي في بيشاور عاصمة إقليم خيبر باختونخوا إن المستشفى تلقت 35 جثة و108 مصابين . وأوضح أن 45 شخصا من الجرحى مازالوا يتلقون العلاج بالمستشفى اليوم . وتوفي اثنان من الصحفيين الستة الذين أصيبوا في الهجوم متأثرين بجروحهما في المستشفى . وكان مراسل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بين الصحفيين المصابين . وقال مراسل (د.ب.أ) سيف الله محسود "كنت في منزلي عندما سمعت الانفجار الأول . هرعت إلى الموقع ودخلت الفندق عندما وقع الانفجار الثاني الكبير خارج المبنى". وأردف بالقول "طرحت أرضا بسبب قوة الانفجار وفقدت الوعي". وأصيب محسود بجروح في الرأس والساق. وكان الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات شهدتها باكستان منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد عناصر من القوات الخاصة الأمريكية في مدينة أبوت أباد شمال غرب باكستان في الثاني من مايو الماضي. وتعهد مسلحو طالبان والقاعدة بالانتقام لمقتل بن لادن . ولم تعلن أي جماعة مسئوليتها عن هجوم أمس ولكن ميان افتخار حسين وزير المعلومات بإقليم خيبر باختونخوا ألقى باللوم على جماعة طالبان بشأن الهجوم وأدانه ووصفه بأنه عمل جبان. وقال حسين "لم يستهدف هذا الهجوم سوى المدنيين الأبرياء".