أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن الدول الأوروبية التي تشن معظم الغارات الجوية في ليبيا محملة بأعباء عسكرية وستصبح مهمتها أكثر إيلاما ما لم يفعل حلفاء آخرون المزيد. وأضاف جيتس أن الحلف لديه القدرة على الاستمرار في العملية التي تدعمها الأممالمتحدة لحماية المدنيين الليبيين من هجمات قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال جيتس في مؤتمر صحفي بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل أمس الخميس "أعتقد أنها ستتمكن من الاستمرار فيها (العملية) لكن السؤال هو إلى أي مدى ستكون مؤلمة إذا لم تتدخل دول أخرى تملك القدرات." وأضاف "الدول التي تتحمل وطأة عبء الغارات محملة بأعباء بشكل متزايد" وهذا "دليل على نقص الاستثمار في الدفاع على مدى سنوات كثيرة." وشارك جيتس أمس في آخر اجتماع له لحلف شمال الأطلسي قبل أن يتقاعد وأدلى بتصريحاته بعد أن أجرى مناقشات مع نظرائه في دول الحلف البالغ عددها 27 دولة وذكر بالاسم الدول التي يعتقد أنها قد تفعل المزيد. وصرح مسؤولون على دراية بالمناقشات بأن جيتس ذكر أسبانيا وتركيا وهولندا كدول يجب أن تفكر في بدء مهام قصف جوي. وقال مسؤولون إن جيتس ذكر أيضا ألمانيا وبولندا كدولتين لا تفعلان شيئا لكنهما تملكان القدرة التي تمكنهما من المساهمة في المهمة. وأوضح جيتس في المؤتمر الصحفي أنه لم يذكر سوى "الدول الكبيرة التي تملك قدرة عسكرية فعلية" للمساهمة في مهمة ليبيا. وقال مسؤول أمريكي كبير "أوضح أن هناك دولا بعينها تتحمل العبء الأكبر.. ولا يمكن أن يتوقع الحلف أن تتحمل ثماني دول فقط في هذا الجزء من المهمة." وتشارك ثماني دول في الغارات الجوية بليبيا بقيادة فرنسا وبريطانيا. وتمثل دول أصغر مثل النرويج والدنمرك حوالي 12 في المائة من القوة الضاربة. وقال المسؤول الأمريكي "طواقم العمل بدأت تشعر بالاجهاد. الضغط على الطائرات كبير." وذكر جيتس في المؤتمر الصحفي أنه يعتقد أن الحلفاء سيتقدمون بمساعدة إضافية تزيل بعض الضغط لتستمر العملية. وقال "يمكنني أن أقول لكم إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بهذا" مضيفا أن واشنطن تقدم 75% من قدرة إعادة التزويد بالوقود وما يصل إلى 80% من الرحلات الجوية لأغراض المخابرات والمراقبة والاستطلاع. وذكرت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أن عددا من الحلفاء قال إنه سيفعل المزيد لكنها لم تقدم تفاصيل ولم تعلن أي دولة شيئا على الفور. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه للصحفيين يوم الأربعاء إن بعض الدول قد تنضم إلى المهمة أو توسع دورها لكن لا يزال أمامها التغلب على عقبات سياسية داخلية مثلما كان الحال مع إيطاليا قبل أن تنضم إلى الغارات. على جانب آخر أدان وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس اليوم الجمعة "المجازر ضد الأبرياء" التي يرتكبها النظام السوري معتبرا أن "شرعية" الرئيس بشار الأسد أصبحت موضع تساؤل. وقال جيتس في مركز فكري في بروكسل إن "إزهاق حياة أبرياء يجب أن يكون مشكلة ومصدر قلق للجميع". وأضاف "أعتقد أن الجميع يجب أن يتساءلوا لمعرفة ما إذا كان الأسد يملك شرعية حكم بلده بعد هذا النوع من القتل". من جانبه أكد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس اليوم الجمعة أن العمل العسكري لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا ضروري وقانوني، مشددا على أن مستقبل ليبيا سيكون أفضل بدون وجود العقيد معمر القذافي في السلطة. ونقل تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" اليوم الجمعة عن فوكس قوله "إن العمل العسكري في ليبيا يواجه تحديا كبيرا لآن الناتو لا يستطيع تأكيد ما إذا كانت العملية العسكرية ستنتهي في غضون أسبوع أو شهر لآن الاستراتيجية المتبعة هي حماية المدنيين". وأضاف فوكس أن الحلف الأطلسي وضع إجراءات صارمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين مما يزيد من تكلفة وسرعة العمل العسكري. وقد شهدت العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها سلسلة من الغارات القوية التي نفذتها طائرات حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، الليلة الماضية في وقت تشهد فيه الساحة السياسية مجموعة من التطورات من أهمها الاتفاق على آلية لتقديم الدعم المادي للمعارضة الليبية.