أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأربعاء أن الغالبية الساحقة من التونسيين ينوون التوجه إلى صناديق الاقتراع في أكتوبر المقبل للمشاركة في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد، إلا أن نصف السكان لا يعرفون حتى الآن لمن سيمنحون أصواتهم. وأجرى الاستطلاع مرصد إيمرهود التونسي قبل أيام قليلة على إعلان الحكومة أمس الأربعاء إرجاء انتخابات المجلس التأسيسي إلى 23 أكتوبر. وردًا على سؤال "هل تنوون التصويت يوم الانتخاب؟"، أجاب 85% من المستطلعين ب"نعم". وأعرب ثلثا المستطلعين (66%) عن تأييدهم للإبقاء على الموعد المحدد سابقًا للانتخابات في 24 يوليو. ولم يسم نصف المستطلعين (51.2%) أي حزب سينتخبه، مقابل 61.4% في مارس الماضي، تاريخ أول استطلاع أجراه المعهد. ومن بين المستطلعين الذين استطاعوا تسمية أحزاب سياسية، كانت حركة النهضة الإسلامية أكثر التنظيمات التي يعرفها التونسيون. وقد سماها 45% من المستطلعين. أما في المرتبة الثانية فجاء الحزب الديموقراطي التقدمي الذي أتى على ذكره واحد من خمسة مستطلعين (20%). وحقق حزب العمال الشيوعي التونسي نسبة معرفة لدى الجمهور بلغت 12.5%. وبعد نصف قرن من حكم الحزب الواحد تقريبًا على عهد الحبيب بو رقيبة وزين العابدين بن علي وحل التجمع الدستوري الديموقراطي البالغ النفوذ مؤخرًا، انتقلت تونس بشكل سريع من نظام الحزب- الدولة إلى التعددية الحزبية مع أكثر من ثمانين تشكيلاً سياسياً غالبيتهم غير معروفين لدى الرأي العام. وبحسب نتائج استطلاع الرأي هذا، لم يحقق أي قائد سياسي موقعًا مميزًا في المشهد السياسي، بعد 55 عامًا من النظام السلطوي. ويعتبر ثلث المستطلعين (33.7%) أن "أحدًا" ليس أهلاً لإدارة البلاد، وأكثر من الثلث (37.1%) فضل عدم الإدلاء بأي إجابة. وأظهرت النتائج أن الشخصية السياسية التي اعتبرها التونسية "الأكثر أهلية" هو أحمد نجيب الشابي الرئيس الشرفي ومؤسس الحزب الديموقراطي التقدمي، إلا أنه لم يحصل إلا على 7.2% من الردود المؤيدة. وتم إجراء هذا الاستطلاع عبر الهاتف على عينة تمثيلية من ألف شخص تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، في الفترة ما بين 28 مايو و2 يونيو.