رحل أمس الأول يحيى محمود عارف أحد قادة المقاومة الشعبية بالسويس الذى اشتهر بلقب «ابن بطوطة السويس»، عن عمر 72 عاما. بين أوساط المثقفين والمحبين عرف الراحل بأنه مناضل ومكافح ورافض للفساد طوال حياته، فضلا عن كونه قارئا وحافظا للشعر والأدب وعاشقا للفنون، كما أنه الصديق الحميم لمؤسس فرقة «أولاد الأرض» الكابتن غزالى والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى. هو الإنسان البسيط الذى تمكن من أن يزور معظم دول العالم، مستكشفا ما بها من جمال بالرغم من أنه لا يملك سوى اللغة العربية فقط، وهو ما جعل السوايسة يطلقون عليه لقب «يحيى سوريا، ابن بطوطة السويس»، ويحيى سوريا هنا إشارة إلى أن والده من أصول سورية. سافر المعلم يحيى إلى جميع الدول الأوروبية والآسيوية ومنها الصين والهند ونجح فى السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى كان حصوله على تأشيرة دخولها سهلا بعد أن شاهدوا جواز سفره وعلموا أنه ذهب إلى معظم دول العالم، كما كان يروى الراحل. «المعلم» كما كان يطلق عليه أيضا ليس ثريا أو صاحب أموال يستخدمها فى السفر ولكن ذكاءه هو الذى كان يقوده دائما، وهو صاحب أشهر مقهى سياسى ثقافى رياضى بالسويس كان يحضر فيه لرواده الصحف مجانا لقراءتها مع تنبيههم لأهم المقالات المهمة، بجانب إصراره على التخفيف على رواد المقهى بتحمله وحده الاشتراك فى جميع القنوات الرياضية. كان المعلم يحيى من السباقين فى حضور جميع تظاهرات وفعاليات حركة كفاية منذ 2005 وحتى اندلاع ثورة 25 يناير، ولم ييأس أبدا من أن التغيير قادم لا محالة، مكررا ذلك فى كل مظاهرة يشارك بها. كان الراحل يؤمن بالحياة بل يعشقها إلى آخر لحظة، حتى إنه كان يستعد لرحلة جديدة من رحلات ابن بطوطة إلى اليابان ولكن كانت إرادة الله أسبق.