أفادت تقارير عن تطورات الأوضاع في اليمن بأن الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد (أكبر القبائل اليمنية)، قد وافق على وقف مشروط لإطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي احتلها أنصاره في صنعاء بناء على طلب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفق ما أعلن مكتب الأحمر. ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر اليوم الاثنين أن "نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجه بإنهاء ورفع كل الاستحداثات العسكرية والأمنية في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء وفي منطقة حدة جنوبالمدينة". وأضاف أن "الشيخ الأحمر وافق على طلب نائب الرئيس على أن تلتزم الوحدات العسكرية والمجاميع المسلحة التي بجانبها بالانسحاب حرصا على استتباب الأمن". من جانبه، رحب تجمع اللقاء المشترك الذي يضم معظم الأحزاب المعارضة اليمنية بالتوصل إلى هدنة بين عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني والشيخ الأحمر. وتخوض القوات الحكومية ومناصرو الشيخ الأحمر منذ 23 مايو مواجهات عنيفة في حي الحصبة في شمال صنعاء. وفي سياق آخر، خضع الرئيس اليمني على عبد الله صالح لعمليتين جراحيتين أمس الأحد في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية إثر جروح أصيب بها في قصف على قصره في صنعاء. وكشف مسؤول سعودي، وفقا لقناة الجزيرة، عن استخراج شظية من صدر صالح، فضلا عن إجراء عملية في الرقبة، موضحا أن العملية المقبلة ستكون تجميلية، وأعلن أن الرئيس اليمني سيعود إلى بلاده بعد أسبوعين من التأهيل الطبي. وقالت الجزيرة فى تقريرها إن غياب صالح يطرح تساؤلات حول الجهة التي تمسك فعلا بزمام الأمور في اليمن فيما يفترض بحسب الدستور أن يتسلم السلطة نائبه عبد ربه منصور هادي، إلا أن أي قرار رسمي لم يصدر لنقل الصلاحيات إليه مؤقتا. من جانبه، أكد المتحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي أمس الأحد أن الرئيس "سيعود إلى اليمن في الأيام المقبلة" كما أكد القيادي في الحزب ياسر اليماني في تصريح لراديو (سوا) الأمريكي اليوم الاثنين إن الرئيس سيعود إلى صنعاء قريبا. وانتقد اليماني تجمع اللقاء المشترك المعارض بعد أن أكد قياديون فيه أن الرئيس صالح لن يعود مجددا لليمن، وقال: "نحن نستغرب هذه الأطروحات وهذا النقاش الذي يخلق البلبلة والفوضى في اليمن". وفي المقابل، حذر القيادي في التجمع حاتم أبو حاتم من مغبة عودة الرئيس، وقال في تصريح لراديو "سوا" إن عودة الرئيس سوف تزيد من حالة التوتر في اليمن ما يهدد الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدا رغبة المعارضة والمتظاهرين بالتعامل مع نائب الرئيس. وقال المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان إن مغادرة الرئيس صالح إلى السعودية هو بداية النهاية لهذا النظام. وتعهد قحطان بعمل المعارضة بكل قوة لتلافي عدم عودته، وأكد أن المعارضة مستعدة للتعاون مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شريطة إجبار أبناء الرئيس على تسليم السلطة إليه. بدوره، وجه وسيم القرشي أحد قادة المتظاهرين الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط "تدعو اللجنة التنظيمية كافة القوى الوطنية تشكيل مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية يتكلف حكومات كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية". وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا دعوا في بيان مشترك نشرته المستشارية الألمانية أنجيلا ميركل اليمنيين إلى احترام الهدنة التي عمل على تحقيقها العاهل السعودي لإعادة السلام إلى اليمن. ودعا البيان أيضا اليمنيين إلى أن يجدوا سريعا طريق المصالحة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، كي يختار الشعب اليمني ديموقراطيا حكومته.