تلك واحدة من البطولات الخاصة فى تاريخ الأهلى، ولا شك أنها أهم بطولة دورى يحققها فى السنوات الخمس الأخيرة، لأن الفريق ناضل من أجلها حتى النهاية، وناضل مع فرق أخرى، غير الإسماعيلى، حتى النهاية.. كانت البطولة تحديا للاعبى الأهلى الذين شعروا فى الأسابيع الأخيرة بأن اللقب الذى كان فى أيديهم عقب نهاية الدور الأول، يكاد يطير، وأن السباق الذى يخوضونه ليس سباقا عادلا مائة فى المائة مع الآخرين.. إلا أن دراما كرة القدم جعلت التتويج مؤجلا لليوم الأخير لتكون الفرحة هذه المرة مختلفة بقدر اختلاف مذاق البطولة!. لأول مرة منذ سنوات يتغير تكتيك الأهلى إلى موقف الدفاع بدلا من المبادرة بالهجوم طوال الوقت. حدث ذلك فى المباراة الفاصلة مع الإسماعيلى على بطولة الدورى.. هل كان هذا الأسلوب الدفاعى اختيارا من مانويل جوزيه.. أم اضطرارا بسبب قوة وسط الدراويش وتفوقه مهاريا؟! كيف أيضا يدافع فريق ويكون الأكثر تهديدا لمرمى الفريق الآخر الذى ظل يهاجم ويهاجم؟!. فيما يلى الإجابات: 1 هدف فلافيو جاء فى الوقت الرائع، فلا يوجد أفضل من التقدم بهدف فى الدقيقة الخامسة من مباراة فاصلة على بطولة.. والهدف كان بأقل عدد من التمريرات، وليس من هجوم منظم بكتلة الفريق كله، وإنما تمريرة عميقة من جيلبرتو إلى فلافيو سجل منها برأسه الذى احتكر كل عضلاته.. هذا الهدف المبكر فرض على مانويل جوزيه سيناريو دفاعيا مبكرا!. 2 كان مدرب الأهلى يدرك قوة الإسماعيلى وسر لاعبيه.. فهم مجموعة من أصحاب المهارات.. كما أن مدرب الأهلى يدرك أنه يفتقد بركات أحسن لاعبى الموسم، وأحمد حسن لاعب الوسط الذى يمتلك قدرات دفاعية وهجومية متساوية، فقرر بداية أن يلعب بحذر بزيادة عدد لاعبى الوسط المدافعين! 3 يتميز وسط الإسماعيلى المكون من عبدالله السعيد وأحمد خيرى ومحمد حمص، بالمهارة كما ذكرنا، وبتلك المهارة يبنون الهجمات بجودة وبدقة. وفى المقابل لا يملك وسط الأهلى تلك النوعية من اللاعبين، وهى مَلكة لا يمتلكها حسام عاشور، وإينو، وأحمد فتحى.. هم يمتلكون مهارات أخرى، لكنهم بالدرجة الأولى من المفسدين لهجمات المنافس، وليسوا بنائين مثل وسط الإسماعيلى.. وهذا سبب آخر للصورة التى خرجت بها المباراة!. 4 ضغط الدراويش بعد هدف فلافيو المبكر فرض تراجعا اضطراريا على وسط الأهلى، ونجح عبدالله السعيد بما يمتلكه من مهارات فى التحرك بحرية نسبية ناحية الجبهة اليسرى، وشكّل خطورة مع أحمد سمير فرج، وفى تلك الفترة لاحت للإسماعيلى فرصتان للتهديف، واحدة فى العارضة من قذيفة حمص، والثانية للسعيد ومرت الكرة من أسفل كوع رمزى صالح!. 5 حين سد الأهلى ثغرة الجبهة اليسرى فتح ريكاردو جبهة أخرى من خلال تقدم شريف عبدالفضيل اللاعب المساك الذى لعب مضطرا فى مركز الظهير الأيمن.. لكن الأهلى كان قد توازن، وظل محتفظا بأدائه المتحفظ، حتى إن هجماته المرتدة كانت تُشن بلاعب واحد أو لاعبين.. إلا أنها كانت شديدة الخطورة، فأهدر أحمد فتحى فرصة، وتصدى صبحى لتسديدة صعبة لأبوتريكة.. وكانت خطورة فرص الأهلى منطقية، فالإسماعيلى يندفع فى هجوم للتعادل، وفى خطه الخلفى مساحات، بينما تحوّل دفاع الأهلى إلى خطين من عساكر الشطرنج، عساكر أمن مركزى بقيادة الشاويش شادى!. 6 كان جوزيه يعلم جيدا أن الإسماعيلى فريق يحب المساحات الواسعة فى ملعب المنافس، وهم يجيدون تبادل الكرة وتمريرها بسرعة، وحيث يجب أن يكون الزميل ليس بعيدا عن الزميل.. فكان سلاحه الأول هو تضييق المساحات على لاعبى الإسماعيلى. وإزاء هذا الأسلوب اختفى رأسا حربة الدراويش محسن أبو جريشة ومصطفى كريم.. فهما محاصران بقوات الأمن الحمراء.. وهنا كان يجب على الدراويش تغيير الإيقاع واللجوء للتحضير ومحاولة سحب خطوط دفاع الأهلى إلى خارج المنطقة. 7 حرم جوزيه هجوم الإسماعيلى من تسلم الكرة..لكن هجومه يعانى نقصا مهما، فرأس الحربة فلافيو لا يقدر على المرور من لاعب. لا يملك تلك المهارة، كما أنه لا يجيد فن الاستحواذ على الكرة فى المساحة، هو عبقرى حين يلعب فى منطقة الجزاء ووسط حصار المدافعين..ويتحول إلى شمشون بعد أن فقد شعره حين يخرج من عرينه ويلعب فى المساحات.. واللاعب الوحيد فى تشكيل الأهلى بتلك المباراة امتلك مهارة السيطرة والاستحواذ هو أبوتريكة، ثم محمد طلعت بعد إشتراكه!.. 8 كانت هناك مساحة كبيرة، تسمى فجوة، بين وسط الأهلى وبين هجومه.. فى المقابل شكل تدافع وسط الإسماعيلى وانضمامه لهجومه زحاما أمام صندوق الأهلى، زاده تكتل لاعبى الوسط والدفاع فى نفس المنطقة، وبدون قصد، باتت المساحات أضيق على دراويش الهجوم بسبب دراويش الوسط.. لكن تغييرات ريكاردو جيدة ومنطقية وضرورية، والخطأ الأساسى الذى وقع فيه أنه لم يفطن إلى الفخ الذى أوقعه فيه مانويل جوزيه طوال التسعين دقيقة.. إنه فخ تضييق المساحات أمام لاعبى الإسماعيلى.. وكان سيد معوض أفضل تغييرات جوزيه لأنه شكّل ضغطا على لاعبى الإسماعيلى بسرعته، وبحرية الحركة التى حصل عليها، ولا تنسوا أن سيد معوض هو اللاعب الوحيد الذى يسبق الكرة وهى بين قدميه!. يبقى أن فوز الأهلى باللقب الرابع والثلاثين فى تاريخه، والخامس على التوالى يؤكد قوة هذا الفريق الذهنية، وصلابته، فلا يأس، ولا استسلام، لكن لا يجب أن يكون هذا الفوز حاجزا يحجب الرؤية فى حتمية تطوير وتدعيم الفريق.. فهناك مراكز تحتاج إلى الدعم.. بالتأكيد!. مبروك للأهلى. انتهى الموسم. لكن الحديث عنه لم ينتهِ بعد.. درجات اللاعبين الأهلى رمزى صالح (4). شادى محمد (8). أحمد السيد (8،5). وائل جمعة (8،5). جيلبرتو (6). أحمد صديق (6). حسام عاشور (6)، إينو (5)، أحمد فتحى (6،5). أحمد حسن (لم يختبر). أبوتريكة (7). فلافيو (6). سيد معوض (7). محمد طلعت (7). الإسماعيلى محمد صبحى (7). إبراهيم يحيى (6)، داريو كان (6). معتصم سالم (6). شريف عبدالفضيل (5). محمد حمص (8،5). عبد الله السعيد (9). أحمد خيرى (7). محسن أبوجريشة (3). مصطفى كريم (2). جون جامبو (لايستحق الاختبار). مهاب سعيد (6). يوسف جمال (لم يختبر).